يتابع المحللون الأميركيون الأزمة التي نشبت بين الهند وإيران بعد تهديد الناطق باسم الخارجية الإيرانية،رامين مهمانبارسات، بوقف إمدادات النفط الإيرانية إلى الهند بسبب تأخير دفع مستحقات وزارة النفط الإيرانية عن شحنات سابقة تبلغ قيمتها نحو 5 مليارات دولار. وكانت المدفوعات قد تأخرت بسبب مقاطعة المصارف الدولية لإيران والمتابعة اللصيقة التي تفرضها وزارة الخزانة الأميركية لأية تعاملات تجارية بين دول العالم وطهران بعد قانون العقوبات الأخير الذي فرضته واشنطن. وقال الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية آنتوني كوردسمان إن التهديد الإيراني تزامن مع زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لنيودلهي مما يعد رسالة من طهران إلى المسؤولين في الهند بضرورة إثارة قضية العقوبات مع كلينتون والسعي لرفعها جزئياً فيما يتصل بالتعاملات بين البلدين. بيد أن شركات النفط الهندية المستوردة ردت على التهديد الإيراني بوقف الشحنات النفطية بداية من أول أغسطس المقبل ببيان مفاده أن الهند ستسعى إلى البحث عن مصادر بديلة للحصول على 400 ألف برميل يومياً تستوردها عادة من إيران. وقامت وزارة الطاقة الهندية باتصالات لبحث هذه البديل مما أدى إلى تراجع طهران عن تهديدها. من جهة ثانية أكد قائد كتائب البسيج الإيراني اللواء محمد رضا نقدي أن الأمن الإيراني لايمكن تحقيقه إلا من خلال إزالة إسرائيل من المعمورة. وقال نقدي في تصريحات له أمس رداً علي اغتيال العالم النووي الإيراني دريوش رضائي إن استتباب الأمن في الداخل الإيراني رهن بإزالة إسرائيل من الوجود، وبالطبع فإن المخططات الأميركية لتصفية الكوادر العلمية الإيرانية تعود بالمنفعة لإسرائيل. وأضاف نقدي أن المخطط الرئيس لهذه الجرائم هي أميركا وتهدف من وراء ذلك عرقلة التقدم العلمي والنووي الإيراني، وهذا الأمر يصب في مصلحة الأمن الإسرائيلي. ونفت واشنطن أمس الاتهامات الإيرانية بأنها تقف وراء اغتيال العالم الإيراني،داريوش رضائي نجاد، ودعت إيران إلى عدم استغلال الحادث "لتحويل الانتباه" عن برنامجها النووي المثير للجدل.