ضرب تنظيم القاعدة بعنف في اليمن، حيث قتل أمس بمدينة عدن تسعة جنود وأصاب أكثر من 23 آخرين بانفجار سيارة مفخخة استهدفت ناقلة جنود، أثناء خروجها من بوابة معسكر الدفاع الجوي بمديرية المنصورة. وكانت الناقلة في طريقها للانضمام إلى قوات الجيش التي تقاتل أعضاء القاعدة في محافظة أبين، شرقي عدن، التي تشهد قتالا عنيفا بين عناصر القاعدة والجيش بدعم من القبائل المسلحة. وتهدف القاعدة من وراء الهجوم إلى منع إمدادات الجيش في أبين ومحاولة فك الحصار عنها. واعترف مصدر مسؤول في المنطقة العسكرية الجنوبية بالهجوم على رتل عسكري من قوة تابعة للواء 31 مدرع، لكنه أكد أن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة جنود. وأضاف أن الهجوم "نفذه أحد عناصر تنظيم القاعدة بسيارة مفخخة من نوع هيلوكس، بعدما هاجم الرتل العسكري خارج معسكر أبو حربة وفجر السيارة". وأوضح أن "الهجوم كان قويا، وأدى إلى مصرع منفذه وتناثر جسده إلى أشلاء". ويعد الانفجار هو الخامس من نوعه خلال شهر ونصف الشهر بعد أربعة حوادث مماثلة كان آخرها مقتل الخبير البريطاني الملاحي ديفيد موكيت الأربعاء الماضي بزرع عبوة ناسفة في سيارته وانفجارها أثناء مرورها في أحد شوارع مديرية المعلا القريبة من ميناء عدن. وسبقها انفجار ثلاثة سيارات مفخخة استهدفت عددا من القادة العسكريين والجنود التابعين للمنطقة العسكرية الجنوبية التي يقودها اللواء مهدي مقولة الذي مازال يدين بولائه لنظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وكان أول ضحايا انفجارات السيارات المفخخة في محافظة عدن مسؤول الإمداد والتموين في اللواء 31 مدرع العقيد مطيع السياني الذي انفجرت سيارته نتيجة عبوة ناسفة زرعها مجهولون بداخلها أثناء مرورها في مديرية البريقة في 13 يونيو الماضي، ومن ثم انفجار سيارة ملغومة ثانية استهدفت تجمعاً للدبابات والآليات العسكرية في جولة كالتكس بمديرية المنصورة في 24 من الشهر ذاته. وبعدها قتل قائد إحدى كتائب اللواء 31 مدرع العقيد خالد الحبيشي، بانفجار عبوة ناسفة زرعت داخل سيارته في أحد شوارع مديرية المنصورة. على صعيد آخر، أصيب شخص باشتباكات بين عدد من شباب المدينة ومسلحين من مديرية طور الباحة بمحافظة لحج فجر أمس. سياسياً استأنفت الولاياتالمتحدة اتصالاتها بالأطراف السياسية في البلاد لحلحلة الأوضاع التي تنذر بعودة المواجهات المسلحة بين الجانبين وتثبيت الهدنة الهشة التي تم التوصل إليها بعد محاولة اغتيال الرئيس صالح في مايو الماضي. والتقى نائب الرئيس عبدربه منصور هادي أمس السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فالر ستاين، غداة لقاء الأخير باللواء المنشق علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع. وتوقع هادي التوصل إلى خارطة طريق لحل الأزمة وكافة المشاكل أولا بأول هذا الأسبوع، وذلك بعد لقاءات مع أطراف المعارضة والموفدين الدوليين والسفراء من الدول الخمس الدائمة العضوية. وأشار إلى أن لقاءات ومشاورات تجري على مختلف المستويات من أجل إخراج اليمن من الأزمة القائمة بالطرق السلمية. وأوضح أن تلك اللقاءات "ترتكز على المبادرة الخليجية وبيان مجلس الأمن الداعي إلى الحوار والخروج الآمن من الأزمة، مطالباً بالعمل من قبل الجميع من أجل الخروج من هذه الأزمة وبأسرع وقت ممكن بعيدا عن المزايدات والمكايدات التي زادت عن حدها". وأضاف "علينا جميعا أن ننظر إلى اليمن في كفة وخلافاتنا في كفة أخرى وسيكون الغرق في حالة عدم تغليب مصلحة الوطن العليا". وتناول هادي الجهود السياسية التي تبذلها أطراف في الداخل والخارج لتجاوز الأزمة الراهنة ومن ضمنها المبادرة الخليجية وبيان الأممالمتحدة، معتبراً أن "الحوار وحده هو المخرج الوحيد للأزمة". وكان الدبلوماسي الأمريكي التقى اللواء علي محسن الأحمر أول من أمس وأكد أن موقف بلاده الداعي لنقل فوري للسلطة في اليمن مازال ثابتاً، معتبراً أي تأخير في عملية نقل السلطة من شأنه الدفع بالأوضاع في اليمن إلى مربع القلق الذي بدوره سينعكس على المنطقة بقوة. فيما أكد اللواء الأحمر على ضرورة التسريع بإجراءات نقل السلطة للخروج بالبلاد من أزمته وفق ما نظمته المبادرة الخليجية.