لقي زعيم إحدى الحركات المتمردة في جنوب السودان مصرعه أمس بعد أسبوع من توقيعه اتفاقا للسلام مع سلطات الدولة الوليدة، وتبادلت الحركة الشعبية التي تسيطر على الجنوب الاتهامات مع بعض المتمردين حول مصرع غاتلوك غاي، فبينما أعلن المتحدث الرسمي باسم جيش الجنوب فيليب اجوير أن غاي قد قتل على يد نائبه الذي يرفض توقيع هدنة مع سلطات الجنوب، رفض المتمردون هذه الأقوال وأكدوا أن غاي قد تعرض للاغتيال من عناصر الحركة الشعبية، ووصفوا الاتفاق الذي وقع بين الطرفين بأنه كان عبارة عن "فخ واستدراج". وكان غاي الذي يتزعم حركة متمردة تقاتل السلطات في ولاية الوحدة الغنية بالنفط قد وقع اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع السلطات قبل أسبوع بعد مفاوضات مطولة. وتنشط في ولاية الوحدة أكثر من سبع مجموعات متمردة تقوم بمهاجمة جيش الحركة مما أوقع أكثر من 1800 قتيل بين الجانبين منذ مطلع العام الحالي. إلى ذلك جددت الخرطوم حرصها على بناء علاقات إيجابية وسلمية مع دولة الجنوب، وأكد مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع على نافع أن مصلحة البلدين المشتركة تقضي باستمرار الهدوء على الحدود بينهما واستئناف ضخ النفط وفتح المنافذ لتسهيل حركة التجارة وتأمين دخول السلع التي يحتاجها جنوب السودان ويعتمد عليها بنسبة كبيرة. من جهة أخرى أعلن صندوق النقد الدولي ترحيبه لتقديم أي معونات أو مساعدات تطلبها دولة الجنوب، وقال المتحدث باسم الصندوق ديفيد هاولي إنهم مستعدون لتقديم مساعدة تقنية لجنوب السودان على الرغم من أنها لا تتمتع بعضوية الصندوق، وبرر ذلك بقوله: "لا شيء يمنع من تقديم مساعدة تقنية لبلد ليس عضوا في الصندوق. سبق أن قدمنا لهم مساعدات في الماضي وسنقدمها لهم إن طلبوها لاحقا". ونفى هاولي أن يكون الصندوق قد نصح الجنوبيين بالإسراع في إصدار عملتهم الجديدة التي طرحت رسمياً الأسبوع الماضي، وقال: "كل ما قيل في هذا الخصوص لا أساس له من الصحة".