صعد المجتمع الدولي من ضغوطه السياسية والعسكرية على نظام العقيد معمر القذافي، أمس، باعتراف مجموعة الاتصال الدولية بالمجلس الوطني الانتقالي، والمطالبة برحيل القذافي، الذي أكد أنه باق في بلاده. واعترفت المجموعة، التي تتكون من أكثر من 30 حكومة ومنظمة دولية وإقليمية، في اجتماعها الرابع في إسطنبول بالمجلس على أنه "السلطة الحكومية الشرعية" في البلاد. وأوضحت في بيانها الختامي أن "القذافي يجب أن يغادر السلطة بحسب مراحل محددة سيتم الإعلان عنها". كما طالبت المجموعة، بإسراع المجلس الانتقالي في تشكيل حكومة انتقالية تدير البلاد في مرحلة ما بعد القذافي. وسعت المجموعة إلى العمل على الإفراج عن الأموال الليبية المجمدة لصالح المجلس الانتقالي، وكان هناك إجماع على ذلك خاصة بعد اعتراف الولاياتالمتحدة رسميا أمس بالمجلس، حسبما أعلنت وزير الخارجية هيلاري كلينتون. وقالت كلينتون إن الاعتراف الأميركي سيساعد المجلس في الحصول على تمويل إضافي. كما أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن "الاعتراف يعني أننا سنتمكن من رفع التجميد عن عدد من الأرصدة التي تخص الدولة الليبية". أما وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني فقال إن الاعتراف لا يترك خيارات أمام القذافي سوى التنحي. وأضاف أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الإله الخطيب سيفوض بطرح شروط ترك القذافي للحكم في إطار عرض سياسي يشمل وقفا لإطلاق النار. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اقترح في الاجتماع، بالإفراج عن ثلاثة مليارات دولار من الأصول الليبية المجمدة تحت إشراف الأممالمتحدة. وقال إنه يجب توزيع الأموال بالتساوي "خلال رمضان على طرابلس وبنغازي بشرط استخدامها فقط في تقديم المساعدات الإنسانية". وعبر أوغلو عن أمله في التوصل إلى إطار عمل لحل سياسي لإنهاء الصراع مع حلول رمضان. واقترح أوغلو استخدام الأصول الليبية كضمانات من جانب الحكومات التي تقدم مساعدات مالية للمجلس الانتقالي في بنغازي. وحول التصعيد العسكري، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس إن العمل العسكري ضد القذافي سيتصاعد، فيما أعلنت بلاده أنها سترسل 4 طائرات تورنيدو لدعم مهمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا، اضافة إلى 12 طائرة تشارك بالفعل في الحملة. وبدوره دعا أمين عام الحلف أندرس فو راسموسن أعضاء الحلف لتقديم المزيد من الطائرات لقصف قوات القذافي من أجل حماية المدنيين الليبيين وفرض حظر طيران فوق ليبيا. وأيضا أكد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمس أن العمليات العسكرية ستستمر في رمضان ما لم يرضخ القذافي لمطالب تنحيه ويدعو إلى وقف لإطلاق النار. وفي ساحات المعارك، واصل الثوار الليبيون أمس هجومهم على الجبهة الشرقية مؤكدين أنهم زحفوا في اتجاه ميناء البريقة النفطي ما كلفهم قتيلين على الأقل و24 جريحا. وأعلن الثوارغداة بداية الهجوم على محور أجدابيا للطرق الأساسية على بعد 80 كلم شرق البريقة، أنهم أسروا جنديا واستحوذوا على ثلاث آليات.