حذر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، واشنطن من مغبة السعي وراء تحقيق مصالح ضيقة. وقال خلال زيارته لوادي سوات المحررة من حركة طالبان باكستان برفقة رئيس أركان الجيش الجنرال أشفاق كياني، إن "سعي واشنطن وراء تحقيق مصالح ضيقة على حساب شركاء التحالف هي سياسة انهزام ذاتية". ودعا جيلاني إلى الاعتراف الدولي بجهود باكستان في مكافحة الإرهاب وإزالة أزمة الثقة وإتاحة الفرصة لها للقيام بجهودها برفع الضغوط المفروضة عليها. كما طالب جيلاني باحترام مصالح باكستان القومية معتبرا إياها "خطوطا حمراء لا ينبغي تجاوزها". أما الخطوط الحمراء التي أشار إليها جيلاني فهي رفض التواجد العسكري الأجنبي في أراضيها وعدم توسيع الهجمات الصاروخية لطائرات "الدرون" بدون طيار لتشمل إقليم بلوشستان وإيقاف الحملة ضد المخابرات العسكرية والجيش الباكستاني. وقال إن مكافحة الإرهاب تتطلب سياسة الشراكة معربا عن أسفه لأن سياسة الولاياتالمتحدة أثرت سلبا على جهود الحكومة لمكافحة التطرف. وأكد جيلاني أن سياسة باكستان نحو أفغانستان تقوم على دعم الدولة الأفغانية المستقلة ذات السيادة دون أية ضغوط أجنبية عليها. وكشف جيلاني النقاب عن أن الحكومة ستقوم بتشريع قانون من خلال البرلمان يخول الجيش بالتدخل لمساعدة القوى المدنية في منطقة القبائل وكافة الأقاليم الباكستانية لمكافحة الإرهاب واعتقال الإرهابيين وضمان تطبيق العدالة بسرعة. ميدانيا قتل 40 مسلحاً من طالبان باكستان وأصيب العشرات في العملية العسكرية التي تشنها القوات الباكستانية في مقاطعة كورام بالحزام القبلي الباكستاني المحاذي لأفغانستان منذ ثلاثة أيام. وفي أفغانستان قتل ما لا يقل عن 13 مدنياً أفغانياً في غارة جوية شنتها قوات الأطلسي على منزل في ولاية خوست غرب أفغانستان أمس. وأكد قائد شرطة إقليم خوست، سردار محمد زازي، أن طائرات أطلسية أغارت على منزل سكني في مديرية "دوه ماندا" بعدما تعرضت قوات أجنبية لنيران معادية من جهة المبنى، مما أسفر عن مصرع 13 مدنياً (8 نساء و4 أطفال ورجل). وأضاف أن 4 مسلحين من شبكة حقاني المرتبطة بطالبان قتلوا أيضا بالغارة وعثر على جثة أحد قادة حقاني و3 مقاتلين في محيط المنزل. وقتل طفلان أفغانيان في منطقة خوكياني بولاية غزني شرقي أفغانستان نتيجة تعرضهما لضربة جوية من مروحيات أطلسية أيضا، ظناً منها أنهما مسلحان. وأعلنت القوات الأطلسية أن القتلى هم من أفراد عائلة واحدة من شبكة حقاني، وأن قوة يقودها أفغان كانت تبحث عن مسلحين حين تعرضت لهجوم بقنابل وأسلحة خفيفة. وفي هذا السياق أعلن الأطلسي أن إحدى مروحياته تحطمت في إقليم بروان شرق أفغانستان ولم يصب أحد بأذى وعثر على الطاقم بعد الحادث، فيما قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن مقاتلي الحركة أسقطوا المروحية وقتل جميع من كانوا على متنها.