أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة حجاج جنوب آسيا عدنان محمد أمين كاتب أن السنوات الخمس الماضية شهدت إنجازات جبارة بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال إن من أهم المشروعات التي تم تنفيذها في العاصمة المقدسة مشروع توسعة الساحات الشمالية للحرم الشريف، ومشروع توسعة المسعى، ومشروع جسر الجمرات وغيرها من المشاريع الأخرى التي كانت لها انعكاسات كبيرة على راحة الحجاج والمعتمرين وتمكينهم من أداء الشعائر في راحة ويسر. وأوضح كاتب في حديث ل"الوطن" أن المطوفين والمطوفات حظوا بدعم كبير من خادم الحرمين حيث صدرت موافقته يحفظه الله على تثبيت مؤسسات الطوافة وإلغاء صفة التجريبية عنها مما سيمكن المؤسسات من تطوير خدماتها المقدمة للحجاج الذين سيفدون سنويا. وفيما يلي نص الحديث: إنجازات عملاقة بداية.. نحن على مشارف العام السادس لذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث يصادف اليوم الأربعاء السادس والعشرين من جمادى الآخرة الذكرى الخامسة، فما هو انطباعكم عن عطاء المليك المفدى في هذه الفترة؟. في الحقيقة، كانت هذه الفترة حافلة بالإنجازات العملاقة على كافة المستويات المعمارية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية وغيرها، وهي إنجازات رائدة تتسم بالمرونة والشفافية والعدل والحزم والإنصاف على المستويين الأهلي والحكومي معا. وقد أولى المليك – حفظه الله – أرباب الطوائف عناية فائقة، وقدم لمؤسساتهم حوافز قوية شدت من أزرهم ودفعتهم إلى مضاعفة الجهود، وترقية الأداء لتحقيق الراحة العظمى لحجاج بيت الله الحرام الذين نعموا بإقامتهم في ربوع بلادنا، وهم آمنون ومطمئنون يؤدون مناسك حجهم وعمرتهم وزيارتهم في جو مفعم بالأمن والأمان. ومن أبرز هذه الخدمات: 1- توسعة المسعى بتصميم علمي هادف بحيث أصبح الحجاج يؤدون هذه الشعيرة وهم في غاية الراحة والأمان، إلى جانب توفير ماء زمزم في جميع أرجاء التوسعة الجديدة التي جاءت آية من آيات الفن المعماري الرفيع في العصر الحديث. 2- إنشاء جسر الجمرات العملاق الذي يوفر لضيوف الرحمن الأمن والسلامة والراحة الكاملة وهم يؤدون هذا النسك الجليل. 3- التوسعة العمرانية الهائلة للحرم المكي الشريف من الجهة الشمالية التي تعد بكل المقاييس وثبة معمارية نادرة المثال حيث تساعد على استيعاب ملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين من منطلق نظرة مستقبلية تخدم الأعداد المتزايدة منهم في المستقبل القريب والبعيد، مع ما تكلفه هذه التوسعة الهائلة من نفقات باهظة، ولكنها تهون في سبيل توفير ألوان الراحة والاستقرار والأمان لحجاج بيت الله الحرام. 4- وهناك مشروع عملاق آخر يوفر لجميع ضيوف الرحمن الراحة والأمان في تنقلاتهم بين مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ومدن الحج المختلفة، ألا وهو قطار الحرمين الشريفين الذي بدأ مشروعه يتألق في مدن الحجيج، وغير ذلك من الإصلاحات العظيمة التي تعد - بحق- امتدادا لما تم إنجازه على يد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- وملوك هذه الأسرة الكريمة من بعده. 5- القرار التاريخي العظيم لخادم الحرمين بتثبيت مؤسسات أرباب الطوائف على شكلها الحالي، وإزالة صفة التجريبية عنها، وهي خطوة موفقة ورائدة رَسَّخَتْ أقدام مؤسسات أرباب الطوائف في مجال الخدمة، وجعلتهم يطمئنون إلى واقعهم ومستقبلهم. 6- كما اهتم - حفظه الله- بحقوق المرأة المطوفة حتى أصبحت لها مكانتها الاعتبارية المهمة، وأخذت دورها في أداء خدمات الحجيج - كما كانت من قبل- من خلال نشاطها المثمر في رعاية الحاجات ومراعاة خصوصياتهن وخدمتهن في سكنهن وفي المستشفيات العامة، كما أصبحت تتولى مهام التوعية للحاجات بإلقاء المحاضرات والوعظ المباشر، إلى جانب دعم حقوق المطوفات بإعطائهن الحق في الإدلاء بأصواتهن في الدورات الانتخابية واختيار مجالس الإدارة التي تمثلهن في إدارة هذه المؤسسات. العدل والشفافية والحزم برأيك كيف كسب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –أيده الله- حب وقلوب شعبه وشعوب العالم؟. إن هذا الشعب العريق مولع بالصراحة والوفاء والعدل والمساواة والانتماء الصادق لوطنه وأمته، وهي معان سامية لمسها في شخصية مليكه، ففي كل يوم له موقف إنساني نبيل، وفي كل مشكلة له رأيه القاطع الحازم الذي يدل على عدله وإنصافه وبعد نظره سواء على المستوى الداخلي أو الدولي، كما أن له رؤية واضحة جعلته يكسب احترام مواطنيه والعالم أجمع بشفافيته المشهود له بها في كل المواقف والمحافل الدولية، إلى جانب حملته الحازمة على الفساد، واهتمامه بتطبيق شرع الله وشرف خدمة الإسلام والمسلمين ورعاية الأماكن المقدسة.. وغير ذلك من الأعمال والإنجازات التي تحقق للوطن العزة والشرف وللمواطنين الأمن والرفاهية، وللأمة الإسلامية التضامن والتآزر والتآلف، وللعالم التحاور والتقارب والعيش بسلام. استثمار الثروات لرفاهية المواطن ماذا عن البعد الراقي لمنظومة العمل السعودي في مجال التنمية والإصلاح؟. إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- أضافت بعدا جديدا لمنظومة العمل السعودي خاصة في مجال التنمية والإصلاح العام وبناء الإنسان وتوفير الوسائل الفعالة والكفيلة براحته وإسعاده، ومنها استثمار الثروات التي مَنَّ الله بها علينا وتسخيرها في خدمة المواطن السعودي ورفاهيته وترسيخ العمل بشرع الله تعالى وتطبيقه وجعله أساس الانطلاق السعودي في المحافل والمجتمعات الدولية. المدن الاقتصادية ومعالجة البطالة في مجال البناء والتنمية على مستوى المملكة عامة ماذا يحضرك من هذا خلال هذه السنوات الخمس من عهد المليك المفدى؟. استطاع الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله- في هذه الفترة الوجيزة أن يحقق لشعبه السعادة والرفاهية، بل استطاع أن يسهم في إسعاد شعوب العالم بما وهبه الله من فكر راجح، ورأي صائب، ونظر ثاقب سواء على مستوى العالم العربي والإسلامي أم على مستوى العالم كله. فالخطط التنموية عمت المملكة وفي طليعتها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، وفي كل من حائل والمدينةالمنورة وجازان، ومركز الملك عبدالله بالرياض، وجعل مطار المدينةالمنورة مطارا دوليا، إلى جانب توسيع مطار الملك عبدالعزيز بجدة وتأسيس مطار المدينةالمنورة الاقتصادية برابغ. هذا عدا كثير من المشاريع والمنشآت العديدة في مجالات الإسكان وغيرها من الخدمات الصحية وفي التربية والتعليم، ومرافق المياه والكهرباء وغيرها من المرافق الضرورية، كما اهتم - حفظه الله - بالقضاء على البطالة ومعالجة الفقر والأخذ بيد المعوزين ومحدودي الدخل ورعايتهم وتوفير أسباب الحياة السعيدة لهم. الاهتمام بقطاع التعليم ما جهود المليك في رعاية التربية والتعليم ودعمه لهذا القطاع ؟. إلى جانب اهتمامه الكبير بالتربية والتعليم العام ومشروعه غير المسبوق في تطوير التعليم، وجه مليكنا المفدى - سلمه الله - عنايته واهتمامه الزائد بالنهوض بالتعليم، ومن ذلك إقدامه على تأسيس جامعات جديدة في كثير من مدن المملكة، ووضع برنامج حافل للابتعاث الخارجي ومد الابتعاث الخارجي إلى خمس سنوات أخرى اعتبارا من عام 1431ه توصلا إلى التعرف على أسباب التقنية الحديثة ونقلها من منبعها الأصلي بالجامعات الدولية والعالمية بحيث يعد ذلك إضافة جديدة إلى الفكر السعودي بصفة عامة والتعليم من جهة أخرى، وتزويد الوطن بالكفاءات الوطنية ذات التأهيل العالي. الوسطية والاعتدال ماذا ترى في دعوة المليك المفدى إلى الوسطية والاعتدال وتجنب التطرف؟. إن دعوته للوسطية والاعتدال تتسم بالحكمة والحزم على المستوى الوطني والدولي على السواء، وقد وجدت صدى طيبا في نفوس المواطنين وفي المحافل الدولية بمختلف مستوياتها. وإلى جانب ذلك فإن منهجه السديد يشير إلى أن التنمية لا يمكن تحقيقها بعيدا عن الأمن والأمان والاستقرار، ومن هنا كان يؤكد في كل مناسبة على أهمية الأمن والأمان والاستقرار، ومن هنا - أيضا- كانت حربه على الإرهاب والتطرف، وامتد اهتمامه بالاستقرار المحلي إلى الاستقرار العالمي، إنه القائد الملهم الذي يؤكد للجميع أن الإسلام دين السلام والمحبة والتسامح والحوار والأخوة الإنسانية الصادقة. تطوير مؤسسات الطوافة ضمن اهتمامات الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالطوافة والمطوفين وقضايا الحج دأب على عقد لقاء بوزير الحج ورؤساء أرباب الطوائف في شهر رمضان من كل عام ليزودهم بنصائحه وتوجيهاته – حفظه الله- خاصة أن هذا التوقيت يعتبر على مشارف موسم الحج.. ما هي رؤيتكم لهذا التقليد؟. في الحقيقة هذا تقليد حكيم حرص عليه المليك المفدى من منطلق تأكيده على تطوير مهام مؤسسات أرباب الطوائف، وأداء منسوبيها وحبه لهم، كما يعبر عن رفيع مكانتهم ومنزلتهم، ويؤكد حرصه على الارتقاء بخدمات الحجيج بأسلوب متجاوب مع تطورات وابتكارات التقنية الحديثة. العقد الموحد حصلت مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا على جائزة مكةالمكرمة في التميز بخدمات الحجيج واستثمار عوائدها لصالح المساهمين.. ما قصة هذا النجاح؟. قصة هذا النجاح تعود أولا وقبل كل شيء إلى توجيهات قيادتنا الرشيدة التي كانت تحثنا دائما على التجديد والابتكار في خدمات الحجيج، وكنا نجتهد في تحويل هذه التوجيهات إلى واقع عملي ملموس، ثم لاحظنا أن تطوير الخدمات وتجديدها- كما تطمح إليه القيادة- كان يكلفنا أعباء مالية باهظة، وهذا يتم على حساب المساهمين مما يتسبب في غضب المطوفين وتذمرهم، فأردنا أن نجمع بين الحسنيين: الارتقاء بالخدمات والمحافظة على ارتفاع عائد المساهمين في الوقت نفسه، وهي معادلة صعبة ومضنية للغاية، ولكننا مضينا في دراستها قُدُماً حتى هدانا الله إلى حل عادل لها، وهو الحل الذي يمثله تنظيم العقد الموحد الذي طبقناه في عام 1420ه بموافقة وزير الحج حينئذ إياد بن أمين مدني وسط عاصفة من الأخذ والرد حول هذا التنظيم، ولما تيقنت القيادة الرشيدة من جدوى هذا التنظيم صدر القرار السامي الكريم باعتماده والحمد لله. ومنذ ذلك التاريخ والمجلس يجمع بين الارتقاء بخدمات الحجيج بما يسببه من نفقات باهظة وبين ارتفاع مستوى السهم والمبلغ المقطوع الذي يوزع على المساهمين بالتساوي، ولعلك تلحظ ذلك في ذكر أسباب فوز المؤسسة بجائزة مكة للتميز فقد تشرفنا بإعلان أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل - سلمه الله- بأن نيل المؤسسة لهذه الجائزة لتفوقها كأفضل مؤسسة مقدمة للخدمة، وحفاظها على الاستثمار لصالح المساهمين، إضافة إلى تميزها بالكفاءة في عمليات التصعيد لرحلات المشاعر وبناء المقر الرئيس لها. معالجة السلبيات مبكرا أعلنتم عقب موسم الحج الماضي أن بداية موسم حج عام 1431ه هو يوم 27/3/1431ه فلماذا سبقتم الأحداث في هذا التوقيت المبكر مع أن توقيت الموسم المتعارف عليه يبدأ بعد ذلك بكثير؟. نحن في مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا لنا نهج إداري يتمثل في تنفيذ توجيهات ولاة الأمر، وعندما أكد أمير منطقة مكةالمكرمة على أهمية الإعداد المبكر، عقدنا اجتماعاً خاصا بجميع رؤساء مكاتب الخدمة الميدانية مساء يوم السبت 27/3/1431ه. وقد قمنا بعملية الإعداد المبكر بعد الانتهاء من عودة الحجاج إلى بلادهم وصرف مستحقات الموظفين الذين أبلوا بلاء حسنا في خدمات الحجاج حيث قمنا بدراسة فعاليات الموسم الماضي والتعرف على إيجابياته ودعمها وترسيخها والوقوف على سلبياته ومعرفة الأسباب التي أدت إليها ودراسة الوسائل الكفيلة بتقويمها وتحويلها إلى إيجابيات لنستفيد منها في فعاليات الموسم القادم. فأنت ترى أن أعمال المؤسسة ستكون مستمرة على مدار العام لا تتوقف ولا تقبل التأخير والإرجاء بأي حال، مما حدا بنا إلى أن نعلن بداية الموسم في التاريخ الذي أشرت إليه، وهو في الحقيقة تاريخ مناسب لنا نوعا ما لأن عجلة العمل والإنتاج في المؤسسة لا تستطيع التوقف لحظة واحدة، ومع ذلك فقد تفضل الإخوة المطوفون رؤساء مكاتب الخدمة الميدانية بإنشاء ملتقى الأوفياء ليقدموا من خلاله أعمالاً إصلاحية عديدة في الدعم والمساندة والتعاون والتآلف والمؤازرة والتكاتف لأنهم أدركوا أن النجاح الذي حققته المؤسسة في مسيرتها المباركة كان من أهم مخرجاته الحب والتقدير والاحترام المتبادل بين مجلس الإدارة والمطوفين، إضافة إلى ذلك اتفقوا على تقديم تجاربهم الناجحة التي طبقوها في الموسم الماضي ليتم إدراجها ضمن التجارب التي يتم تقييمها من قبل لجان تحكيمية فرعية ويصادق عليها من لجنة التحكيم العليا التي يرأسها أخي الدكتور رشاد محمد حسين نائب رئيس مجلس الإدارة وعضوية أمين مجلس الإدارة أخي المهندس زهير عبدالرحمن سقاط والمدرب الدكتور ياسر قاري والدكتور عبدالله الغامدي والدكتور طلال حمادي، وهم أعضاء هيئة التدريس في جامعتي أم القرى والملك عبدالعزيز. ثم إن التجارب التي تحصل على تقدير ممتاز يتم تعميمها على بقية المكاتب ليستفيد منها حجاج المؤسسة. ولم يكتف الإخوة الأفاضل رؤساء المكاتب بذلك بل قاموا بعمل ثقافي إعلامي من خلال الصحف ليتفاخروا ويعتزوا بإنجازات مجلس الإدارة مؤكدين للجميع أن منسوبي المؤسسة سوف يستمرون في عمليات التحديث والتطوير والابتكار بشكل مستمر يتلاءم مع تطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في الرعاية والاهتمام بوفود الرحمن.