أطل موسم الصيف في جازان هذه المرة بنذير مبين، ربما يعيد صياغة الإجراءات الرقابية التي تمارسها جهات الاختصاص مع مقدمي الأطعمة، من بوفيهات ومطاعم وغيرها، للحيلولة دون حدوث حالات التسمم الغذائي الذي يؤدي أحيانا إلى الوفاة، خصوصا مع قدوم موسم الصيف الذي يشهد إقبالا على التنزه وتناول الطعام خارج المنزل وفي الأماكن العامة. واستهل صيف جازان ب85 شخصا أصيبوا بحالات تسمم غذائي من مصدر واحد فقط، هو بوفيه صغير على شارع المطار بجازان، في حين كان مدير إدارة المراقبة الوبائية بصحة جازان سراج دخن على رأس القائمة. وجبة السم 85 شخصا بين ذكر وأنثى تعرضوا لحالات تسمم بعد أن تناولوا وجبات إفطار وعشاء من أحد البوفيهات، حيث استنفرت صحة جازان طاقاتها بمستشفى جازان العام لعلاج الحالات، وتحويل بعضها إلى مستشفى الملك فهد المركزي، والبعض الآخر نقل إلى مستشفيات مجاورة نظرا لكثرة الحالات. عبدالسلام السلمي "من منسوبي القوات المسلحة" تناول وجبة عشاء مساء أول من أمس من نفس البوفيه، وعند حلول الفجر بدأت أعراض التسمم تنتابه من خلال آلام في البطن وإسهال شديد ودوار وحمى، الأمر الذي اضطر أحد زملائه إلى نقله إلى المستشفى. أما عبدالرحمن عثمان حكمي، الطالب بجامعة جازان، فيقول "توجهت أنا وثلاثة من زملائي صباح أول من أمس بعد انتهاء فترة اختبارنا إلى بوفيه بشارع المطار لتناول وجبة الإفطار، وبعدها شعرت بآلام في بطني ودوار وحمى، عندها قام أقاربي بإسعافي إلى مستشفى جازان" . في حين ذكر الطلاب عمر أبوبكر، وعبدالرحمن كناني، وأنس أميني، وعلي دهل ومصطفى عارف، أنهم تناولوا وجبة إفطار صباح أول من أمس من ذات البوفيه ولم يشعروا بالآلام إلا بعد منتصف الليل، وكابروا على آلامهم حتى أنهوا اختباراتهم يوم أمس في ظروف صحية عصيبة جدا. استنفار طبي حالة الاستنفار التي أثارتها أفواج المرضى استدعت مباشرة مدير عام الشؤون الصحية بجازان، الدكتور محسن الطبيقي، ومساعده للرعاية الأولية، الدكتور أحمد سهلي اللذين باشرا منتصف ليلة أول من أمس في طوارئ مستشفى جازان العام حادثة التسمم الجماعي، واطمأنا على مدير إدارة المراقبة الوبائية بصحة جازان، سراج دخن الذي أصيب أيضا بحالة تسمم إثر تناوله وجبة من نفس المصدر. وأوضح الناطق الإعلامي بصحة جازان، جبريل القبي أن مستشفى جازان العام بدأ من منتصف ليلة أول من أمس باستقبال حالات تسمم ناتجة عن تناول طعام ملوث، ووصل عددها إلى أكثر من 85 حالة، حيث تم تنويم 20 رجلا و15 امرأة في مستشفى جازان العام، وتحويل 20 إلى مستشفى صبيا، بينما لا تزال 15 حالة تحت الملاحظة، وغادرت 15 حالة مستشفى جازان بعد أن أعطيت العلاج اللازم في قسم الطوارئ. تحقيق وتحليل من جهته بيّن الناطق الإعلامي بشرطة منطقة جازان، النقيب عبدالرحمن سعد الزهراني أن فرقة أمنية من شرطة مدينة جازان، بقيادة الملازم يحيى عسيري، باشرت الحادثة بعد تلقيها بلاغا من مستشفى جازان العام، وما زالت تواصل التحقيقات والإجراءات الخاصة بمثل هذه الحالة. وأفاد المتحدث الإعلامي بأمانة منطقة جازان، عبدالرحمن الساحلي بأن الأمانة تلقت بلاغا من مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة عن وجود حالات تسمم إثر تناول عدد من المواطنين وجبات فطور وعشاء من أحد البوفيهات بمدينة جازان، عندها توجهت لجنة التسمم الغذائي المكونة من الأمانة والشؤون الصحية والشرطة إلى الموقع وتم إغلاقه لمدة أسبوع كعمل احترازي، وأخذت عينات من الأكل وأرسلتها إلى المختبر لإثبات الحالة التي أذا ثبتت فسيتم تطبيق النظام على المحل. من أمن العقوبة رجل الأعمال عبدالكريم الوابصي يؤكد أن تهاون البلديات وانحسار عقوبتها بغرامة يدفعها مالك المطعم هما السبب الرئيس في تمادي العمالة، وتهاونهم في تطبيق الاشتراطات الصحية التي تضمن عدم تسمم الطعام، فالعقوبة والمخالفة تطال فقط صاحب المنشأة فيما لا تصدر أي عقوبة تجاه العامل المتسبب. وأضاف: هناك عمالة تنتقم من صاحب العمل عن طريق تعمد المخالفة، ولو كانت هناك عقوبات تطال العامل لأصبح أكثر حرصا على تطبيق المعايير الصحية خلال عمله. وطالب الوابصي الجهات الرقابية بالأمانات والشؤون الصحية بوضع نظام صارم وحديث فيما يتعلق بمقدمي خدمة الطعام، على أن يتناول جانب العقوبات فيه العامل المتسبب بحالات التسمم، وتصل فيه درجة العقوبة إلى الترحيل ومنع دخول البلاد، فالأمر هنا يتعلق بصحة وحياة الناس، خصوصا مع تزايد حالات التسمم بشكل كبير.