أوضحت المدير الطبي لمستشفى الولادة والأطفال بالمساعدية، رئيس لجنة الحماية من العنف والإيذاء بجدة، الدكتورة انتصار عاشور أن شرطة جدة أحالت إليهم عددا من المغتصبات اللائي اتهمن الموقوف على ذمة اغتصاب 16 فتاة قاصراً في جدة باغتصابهن، وأن المستشفى خصص قسما خاصا للكشف على الأطفال المغتصبين من الجنسين، مؤكدة بلوغ عدد حالات الاغتصاب التي استقبلتها لجنة الحماية 62 حالة في 3 أشهر، 32 حالة منها لإناث، و30 للذكور. وكشفت عن أن اللجنة استقبلت أمس، حالة جديدة محولة من شرطة جدة تدعي أنها تعرضت لاغتصاب، وهي طفلة في التاسعة من عمرها، يدعي ذووها أن المشتبه به قام بالاعتداء عليها منذ شهر، وأن الكشف السريري أكد أن الفتاة عذراء ولم تصب بأذى. وأوضحت الدكتورة عاشور أن قسم الطوارئ بالمستشفى بمركز حماية الطفل يستقبل الحالة المحولة للمستشفى بخطاب شرطة جدة أو المحافظة، ويتم فتح ملف باسم استشاري جراحة الأطفال المناوب، ثم تتابع لجنة الحماية الحادثة، وتفحص الضحية من قبل أطباء مختصين بالطب الجنائي، ثم تسحب من الضحية عينات دم لفحص الأمراض التي ينقلها الاتصال الجنسي، وتشمل التهاب الكبد الفيروسي، والإيدز، والزهري، والسيلان، والكلاميديا، مع تحليل مزرعة بول للضحية. وأشارت إلى أن الطبيب المختص يقوم بعمل مسحة من موضع الاغتصاب، ويتم حفظ جميع العينات، وترسل إلى مدير مختبر الأدلة الجنائية بشرطة جدة، وتعطى الضحية مضادات حيوية للوقاية من أي أمراض تحتمل الإصابة بها، وشددت على أن قسم الحماية يحتفظ بكافة هذه المعلومات بسرية تامة. إلى ذلك، أكد مصدر بهيئة التحقيق والادعاء استمرار التحقيق مع الموقوف المشتبه به، ومواجهته بالتهم المنسوبة إليه بالأدلة والقرائن، وكان مصدر في البحث الجنائي بجدة أكد ل"الوطن" مخاطبة جميع أقسام شرط جدة ال12 المنتشرة في الأحياء لإرسال بلاغات الخطف والاغتصاب التي تخص قضية المشتبه به. وكشف المصدر أن شرطة جدة كثفت جهودها للقبض على الجاني عبر حصر أكثر من 10 آلاف سيارة، والاستعانة بنظام "ساهر"، وكاميرات دقيقة وضعتها على مداخل ومخارج المدينة لضبط سيارة المتهم، التي أدلى بأوصافها بعض الضحايا، حيث شارك في الضبط 12 فردا من فرقة دائرة العرض والأخلاق برئاسة الرائد سلطان المالكي، ومشاركة الرقيب سالم الزهراني من شرطة الجنوبية. وأفاد رئيس اللجنة الطبية التي شكلتها الشؤون الصحية بجدة أستاذ الطب النفسي البروفيسور سعد الخطيب، أن اللجنة المشكلة من أطباء نفسيين وعلم اجتماع سيباشرون عملهم بعد تحويل شرطة جدة الحالات المغتصبة، وسيتم التواصل مع ذويهم لشرح طرق العلاج، وقال "سنعمل على تشجيع الضحية على البوح بغضبها، ومحاولة إفهامها أن ما حدث لها من اعتداء ليس لها ذنب فيه، وأن بعض الأعراض التي قد تظهر مع بداية الصدمة هي البكاء والقلق والخوف الشديد والاضطراب النفسي، وعدم الرغبة في مشاهدة الرجال أو الحديث إليهم". وقال مدير الطب الشرعي بجدة الدكتور طلال إكرام إن "الطب الشرعي يساهم في الكشف على ضحايا الاغتصاب، حيث ينقسم الاعتداء الجنسي لقسمين منه البسيط، ومنه الحاد الذي يستدعي تدخلا جراحيا. وأوضح أن أي أثر يتركه الجاني يترك أثرا على المجني عليها، وأن بعض الضحايا يشتكون من عض الجاني لهم، فتؤخذ عينة من لعاب المغتصب، وتحتفظ بالعينات الدالة، وتعد هذه أدلة قاطعة لاتهام أي مغتصب، وهذه الآثار ترسل للبحث الجنائي، وأن هذه البصمات تكشف جينات الجاني بسهولة.