غازلت السياسة الخارجية الأميركية شباب الثورات العربية، عبر سيدتها الأولى هيلاري كلينتون، عبر خط دبلوماسي أميركي جديد، يمكن أن يطلق عليه "دبلوماسية الاختراعات الإسلامية"، وذلك من خلال حفل افتتاح معرض 1001 اختراع إسلامي، الذي افتتحته هيلاري كلينتون مؤخراً بمركز كاليفورنيا للعلوم في لوس أنجلوس. لم تفصل كلينتون السياسة عن الاختراع، بل مزجت بينهما في كلمتها – عبر مؤتمر الفيديو- قائلة "من المؤكد أننا الآن ننظر إلى تأثير التكنولوجيا على العالم الإسلامي مع نجاح الشباب في كافة أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إيجاد طرق جديدة لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي للتعبير عن آمالهم وتطلعاتهم"، كلمة كلينتون تأتي في وقت توجه لها الاتهامات عبر دورها المزدوج تجاه ما يحصل من تغييرات سياسية على المشهد العربي عموماً. لتنتقل في سياق حديثها الدبلوماسي إلى مربع آخر لتحسين الصورة الأميركية لدى العالم الإسلامي، بالقول: "هذا المعرض يوضح لنا أن العالم الإسلامي يتمتع بتاريخ في مجال الاختراعات يستحق الافتخار به، لقد حان الوقت للاستفادة من هذا التراث، وتسخير العلم والتكنولوجيا لصالحنا، وإيجاد طرق جديدة تحقق الازدهار، هذا يوم عظيم". وأضافت " المعرض يعتبر تكريماً للإنجازات الكبيرة التي قدمها المسلمون خلال التاريخ. ويعد معرض "1001 اختراع إسلامي" الذي يتناول الإنجازات العلمية للحضارة الإسلامية، واجتذب أكثر من مليون زائر خلال جولته العالمية، مبادرة تعليمية عالمية تهدف إلى التعريف بالإنجازات العلمية والثقافية التي قدمتها الحضارة الإسلامية خلال فترة تمتد إلى ألف سنة، ابتداءً من القرن السابع الميلادي فصاعداً، ومدى إسهامها في بناء ووضع الأسس التي يقوم عليها عالمنا المعاصر، واستمرار تأثيرها على حياتنا في عالم اليوم. وأطلق المعرض مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة في عام 2006 بالمملكة المتحدة بتمويل من الحكومة البريطانية، والمؤسسة منظمة أكاديمية لا تهدف للربح، ومقرها لندن، حيث تتعاون مع أكاديميين بارزين في مجال تاريخ العلوم والتكنولوجيا من مختلف أنحاء العالم. وينفذ المعرض حاليا جولة عالمية على مدى خمس سنوات بمشاركة مبادرات عبد اللطيف جميل الاجتماعية، ذراع المسؤولية الاجتماعية لمجموعة عبد اللطيف جميل، والراعي العالمي للمعرض الذي حصد مؤخرا جائزة أفضل معرض متجول في العام خلال مهرجان جوائز التميز للمتاحف والتراث السنوي الذي أقيم في لندن، والذي يعتبره الكثيرون بمثابة "الأوسكار" في صناعة المعارض.