وصف الخبير في شؤون الإرهاب رئيس حملة السكينة المتخصصة بتصحيح الأفكار المتطرفة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ عبدالمنعم المشوح، مناخ المملكة ب"غير المناسب" لأنشطة وتجمعات الإرهابيين في الوقت الحالي، نظير تضييق الخناق والجهود الأمنية التي فرضت على معتنقي الفكر الضال خلال الفترة الماضية، حيث يبحثون عن ملاذات آمنة في الدول المضطربة، مبيناً ل"الوطن" أن القرائن والأدلة بينت ذلك وكان آخرها مقتل الإرهابي عبدالله الصايل الذي لقي حتفه على يدي رجال حرس الحدود عند منفذ الوديعة الحدودي أثناء محاولته الهرب لليمن. وأضاف المشوح: أن رجال الأمن والقائمين عليه بالمملكة ألجموا الإرهابيين وجعلوهم يعيدون حساباتهم بمحاولة الهرب من المملكة بأي طريقة كانت، موضحاً أنه في السابق كان الإرهابيون يهربون من اليمن والدول الأخرى للتجمع في المملكة بينما في الوقت الحالي ومع المجهودات الأمنية أصبح الإرهابيون يريدون الهرب بأي طريقة، وقال "لسان حال الإرهابيين حالياً يقول نريد الهرب وأن نفر بجلودنا من المملكة بأي طريقة". وبيّن المشوح أن البيئة الحالية في المملكة لم تعد صالحة لنمو الإرهاب بها سواء فكري أو عسكري، وأنه حتى لو كانت هناك خلايا "نائمة" فبالتأكيد أنها تخطط لكيفية الطريقة المناسبة لما وصفها ب"النحشه" من المملكة. وأكد المشوح أن المملكة لم تعد خالية ونظيفة من تواجد الإرهابيين ميدانياً فقط؛ وإنما الإرهاب الإلكتروني في المملكة انقضى تماماً ولم يعد هناك أي نشاط لها كما في السابق، ويبدو بأن المتعاطفين مع الضالين أصبحوا أكثر وعياً من السابق ولم يعودوا يكترثون لما يحدث للإرهاب في الخارج وتنظيماته والدليل مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن لم يحرك ساكناً لهم في الداخل. وذكر المشوح أن مقتل أسامة بن لادن أثار مخاوف العالم ككل من حيث الخوف من ردة فعل الإرهابيين وإعادة انتشار الإرهاب مجدداً للانتقام ولكن ما حدث حالياً عكس المتوقع، ووصف نشاط الإرهاب في الوقت الحالي ب"الفتور، والضعف"، وأصبحت مقاطع وحوارات قادتهم "ضعيفة" وليس كما في السابق، وردة فعل القاعدة على ما أصابها مؤخراً ب"الضعيفة، ولم تحرك ساكناً" على ما جرى لها من مقتل بن لادن وقائد القاعدة في شرق أفريقيا وعدد من رموز القاعدة المهمين في عدة دول. ووصف المشوح ما يدور في أوساط قاعدات الإرهاب في العالم بال"انشغال في أنفسهم"، وتابع: كل مجموعة حالياً مشغولة بنفسها وما عليها من غيرها، ولا تفكر بإحياء تنظيماتهم من جديد، فروحهم المعنوية انخفضت لعدة أسباب منها الثورات في الشعوب التي أثرت عليهم وهزت علاقاتهم الاستخباراتية ببعض الدول ومقتل زعيمهم بن لادن والخلافات الداخلية بينهم على رئاسة التنظيم. وقال المشوح "وحدة كلمتهم انكسرت وتشتتت وأصبحت ليست متجمعة وتشكلت كخلايا منعزلة ومنفصلة وليست كتنظيمات، كما حدث في منطقة أبين وشرق ليبيا والقرن الأفريقي الذين أعلنوا عن إمارات خاصة لهم مما يعني أنهم لم يعد لديهم ارتباط بقيادة عليا بعد مقتل بن لادن". وكشف المشوح عن فقدان الإرهابيين لخطوط الرجوع والعودة لطرق الصواب كما كان سابقاً في نظرهم، لكون التنظيم في السابق كان هناك إمكانات لمفاوضته سياسياً واستخباراتياً وكان هناك خطوط بينها وأي دولة وهو ما ليس موجوداً حالياً، ولم يعد أمام الإرهابيين إلا خط واحد فقط هو مواصلة القتال إلى أن ينتهوا وتتم إبادتهم بالكامل أو الاستيلاء على دولة محددة وقال "ليس أمامهم أي خيارات أخرى غير ذلك في نظرهم، إلا أن القائمين على الدول لا يزالون فاتحين الطرق أمامهم للعودة إلى الحق وطريق الصواب، فالفرصة متاحة لهم لمراجعة الحسابات وإعلان مراجعات فعلية بعد أن تكشف كثير من الأوراق".