نجح الهلال في بلوغ النهائي الثالث له هذا الموسم (بعد كأسي ولي العهد والأمير فيصل بن فهد)، وبلغ نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين في نسخته الثالثة عقب تعادل أمس مع جاره النصر (1/1) في لقاء إياب نصف النهائي الذي دارت رحاه في ملعب الملك فهد الدولي. كرر الجاران اللدودان مجريات مباراتهما الأولى من الحماسة والحيوية والتألق المتبادل في شوطين تميزا بالحركة والتسديد والتسجيل وإهدار الفرص، وعلى الأخص في الشوط الثاني الذي عوض بعض ركود الأول. وتقدم الهلال في الدقيقة 28 برأسية محترفه البرازيلي تياجو نيفيز، وعادله النصر بطريقة كربونية تقريباً برأسية مهاجمه سعد الحارثي في الدقيقة 55 من المباراة التي قادها الحكم الألماني باباك فاراتي. وسعى مدرب النصر، الأورجوياني جورج ديسلفا في تسيير بدايات الشوط الأول وفق منهجيته، ففرض أسلوبه على مدرب الهلال إيريك جيريتس الذي ظهر متحفظاً. واستند مدرب النصر إلى التحضير البدني العالي, وتنظيم الخطوط، وبدا لاعبوه متشبعين بدفاع المنطقة ونجحوا في تنفيذها على أرض الملعب. وظلت محاولات العناصر النصراوية اجتهادية فردية عابها التسرع وبطء الحركة في كثير من الكرات التي سنحت قرب منطقة الجزاء الهلالية ما ساعد في احتواء اللاعبين الهلاليين في مناطق الخطر على وجه التحديد. وجاءت أولى فرص التسجيل بكرة خلف متوسط الدفاع الهلالي ماجد المرشدي لم يحسن الحارثي التعامل معها فتصدى لها حسن العتيبي ببراعة بعد 3 دقائق، وقبلها حاول أحمد عباس برأسية علت العارضة. ومع الحماسة النصراوية افتقد الفرق لسرعة الأداء الجماعي والفردي وللتسديد من خارج المنطقة في ظل تموضع مقنن من التشكيل الهلالي الذي ارتكز على فوزه ذهاباً وعلى تهدد 6 من عناصره ببطاقات قد تحرمهم من النهائي, وهو ما أثر على تحركات لاعبي الهلال طيلة ال20 دقيقة الأولى التي كانت محصلتها بالأغلب صفراء الاستحواذ والتحرك والتهديد وسط براعة العتيبي الذي تألق بصورة لافتة ومريحة لدفاعه وفريقه ككل. وساهمت نمطية التعامل مع الفرص التي ركزت فقط على تحركات الحارثي ومحمد السهلاوي وباسكال فيندونو, في إراحة الهلاليين الذين أدوا بتثاقل وتردد في التمرير، مع كثرة التمرير خارج منطقة جزاء النصر، ما سهل مهمة الدفاع والحارس. ومع انتصاف الشوط الأول بدأت الكفة تميل للهلال فركز وسيطر واستحوذ، واستعاد أداءه وأسلوبه المتكامل المعتمد على رص الصفوف والتنظيم الدفاعي الجميل ثم الانطلاق نحو مرمى عبدالله العنزي, وجاء دور جيريتس الذي نجح بشكل كبير في إيجاد حلول ناجعة في الأطر الهجومية الملائمة فتحول فريقه لأداء هجومي مؤثر فنال أسبقية التسجيل في الدقيقة 28 من ركنية أحسن رادوي في تحويلها على رأس نيفيز الذي حولها للشباك هدفاً أول مستثمراً التموضع السيىء والبطيء لمدافع النصر عبده برناوي. ومع بداية الشوط الثاني دفع مدرب الهلال بعناصره أكثر إلى ملعب النصر لتشكيل مزيد من الضغط لإجبار النصر على ارتكاب أخطاء, وسرعان ما هدأ الاندفاع الحماسي الأصفر، لكن تكررت عيوب الأصفر التي ارتكبها في الشوط الأول حيث بقي معتمداً على اجتهادات لاعبيه وتحركاتهم الفردية, كما جاءت تغييراته متأخرة, ولعب بطريقة نمطية حتى جاءت لحظة الفاعلية وإعادة الفريق للمباراة بهدف الحارثي بعد عرضية لعبت خلف أسامة هوساوي، ليرد عليها ياسر القحطاني بعد 3 دقائق أخذت طريقها عالية بعيدة عن المرمى النصراوي. وتميز أداء الهلال بالذكاء والمهارات الفردية واللعب في مساحات من زوايا الملعب بشكل أرهق النصراويين وشتت تركيزهم الهجومي, وهو ذكاء آخر للمدرب الهلالي تجلى في صور شتى على مستوى العناصر والمراكز. وعمد ديسلفا في آخر عشرين دقيقة إلى إحداث تغيير في حركة اللعب بإنزاله ريان بلال بديلاً للحارثي, وقبله أجرى الهلال تغييراً بدخول عبداللطيف الغنام بديلاً لعمر الغامدي الذي لم يكن موفقا في ألعابه.وتواصلت حالات الحيوية في اللعب بشكل أوضح من الشوط الأول, وتكررت عدد من الفرص السهلة للحارثي والسهلاوي وباسكال وويلهامسون.