على غير العادة، شكلت الظروف الصعبة التي مر بها فريق كرة اليد في نادي مضر تحدياً للاعبيه ودافعاً للمحافظة على مركزه بين أندية المقدمة، فلم يسمحوا لقلة الموارد المالية أو الصالة الخرسانية التي يتدربون عليها أن تؤثر على عزيمتهم بل تزيدهم قوة لإثبات الوجود. ويقود يد مضر حسن الجنبي الذي التقته "الوطن" في حوار أكد فيه أن ناديه لن يتوقف عند حد معين بل سيسعى بقوة لإحراز مزيد من البطولات المحلية الموسم المقبل وينافس على الآسيوية التي يستضيفها نادي الخليج نهاية السنة الحالية، موضحاً أن الاستقرار الإداري الذي يعيشه الفريق منذ ثماني سنوات، وترابط اللاعبين أوصلاه إلى اعتلاء منصات التتويج، مناشداً بضرورة إنشاء صالة نموذجية لتخدم الأجيال المقبلة من لاعبي كرة اليد في مضر، خصوصاً أن النادي يمول المنتخبات السعودية باللاعبين. أحرزتم بطولة الدوري مرتين متتاليتين وبطولة النخبة ووصافة آسيا، كل ذلك بإمكانيات ضعيفة ودون صالة نموذجية، كيف استطعتم تحقيق هذه الإنجازات وسط هذه الظروف؟ سر هذه الإنجازات بشكل عام هو ترابطنا ومحبتنا لبعضنا، فنحن نلعب كمجموعة واحدة في ظل إدارة نثق بها كانت أحد أهم أسباب النجاح، خصوصاً أن هناك استقراراً إدارياً بها منذ 8 سنوات. هذا لا يعني أننا لم نمر بظروف صعبة هذا الموسم تمثلت في تغيير الجهاز الفني ورحيل لاعبين وإصابة آخرين، لكن الفريق تحدى الصعاب وحافظ على موقعه بين المراكز الأولى خلال السنوات الأربع الأخيرة. ولا أنسى أن أنوه بدعم جماهيرنا الكبير لنا من أهالي القديح على وجه الخصوص الذين نعدهم بالاستمرار في تحقيق البطولات فما زلنا صغارا في السن وبإمكاننا أن نعطي الكثير. أما بخصوص عدم وجود صالة نموذجية، فإن هذا الأمر انعكس تماماً معنا، فشكل بالنسبة لنا تحدياً، وبدلاً من التباكي عليه، دفعنا إلى تقديم الأفضل، وعلى الرغم من قلة الموارد المالية قهرنا الصعاب، وأؤكد أن هذه الحواجز لن تقف عائقاً أمامنا وسنواصل إنجازاتنا، لكنني أتمنى أن تتوافر الصالة للأجيال الجديدة في منشأة تليق بلاعبين يمثلون المنتخبات السعودية في المحافل العالمية. هل تسبب عدم وجود الصالة بأي إصابات للاعبين؟ بالفعل معظم اللاعبين يعانون من الإصابات بسبب الخرسانة الصلبة التي نتدرب عليها، وهذه الأرضية غير محتملة للمصابين خاصة. وأنتهزها فرصة لتوجيه الشكر إلى مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالقطيف لتجاوبه معنا بتوفير صالة وقت حاجتنا، وكذلك ناديي الخليج والنور لتعاونهما في تأمين حصص تدريبية لنا على صالاتهما. كيف ترى المنافسة بين الأندية الآن مع بروز مضر بقوة؟ من الصعب حصر المنافسة الآن بين ناديين فقط، ولكن خلال السنوات الأربع الأخيرة شكل مضر والنور ضلعين ثابتين في المراكز المتقدمة بالإضافة إلى الأهلي والخليج، وبصورة عامة تبقى الأفضلية لمضر والنور يليهما الأهلي والوحدة والخليج. هل تلقيت عروضاً من أندية أخرى؟ في السنوات الأربع أو الخمس الماضية، ومع وصول فريقنا للمنافسة على البطولات، لم أتلق أي عرض لأن أغلب الأندية تعرف أنني لن أترك النادي وهو في قمة نجاحه، باستثناء عرض إعارة جاءني بداية الموسم من الوحدة، لكني لم أترك الفريق نزولاً عند رغبة اللاعبين والجمهور فأنا لا أبحث عن المادة بقدر ما أبحث عن البطولات، وطالما أن الفريق يحقق البطولات بمساندة جمهور أحبه ويحبني فلن أرحل عنه وسأظل سعيداً معه. ألم تفكر بعد في الاعتزال؟ لم أفكر في هذا القرار حتى اليوم، فما زلت في ال29 من عمري وهي سن مبكرة على الاعتزال، وأعلن التحدي أن أكون آخر لاعب يعتزل في المجموعة، وإن مدني الله بالعمر فسأستمر مع الفريق حتى عام 1440. من هو اللاعب الذي افتقدتم لخدماته ممن رحلوا عن الفريق؟ هناك لاعبون انتقلوا من الفريق قبل أن ننافس على البطولات، ومع تحقيقنا للبطولات رحلت مجموعة من اللاعبين، ولكن لم يؤثر أحد منهم على تقدمنا وما زلنا ننافس لأن مضر بمن حضر، إنما في الواقع، افتقدنا إلى وجودهم ليعيشوا معنا الفرحة في تحقيق الانتصارات. هل يمكن تطبيق الاحتراف في كرة اليد على غرار القدم؟ إذا كان الاحتراف سيطبق بشكل جيد فسوف يستفيد منه اللاعب ويحسن مستواه الفني والمعيشي، فلا مانع أن يطبق اليوم قبل غد، لأننا نواجه ظروفاً صعبة تتمثل في الارتباط الوظيفي واختلاف أوقات الدوام، ولو لم يتحمل اللاعب هذه الصعوبات لترك اللعب، ولكن لو كان متفرغاً لاستطاع تقديم عطاء أفضل. كيف ترى حظوظكم في البطولة الآسيوية بعد أن خطف الأهلي منكم كأس سلطان والنور كأس النخبة؟ بالنسبة لبطولة الكأس كنا نتمنى أن نحققها لأنها البطولة المحلية الوحيدة التي لم نحصل عليها حتى الآن ونعتذر للجمهور على ضياعها، أيضاً النخبة سعينا لتحقيقها للمرة الثانية على التوالي ولكن لم نوفق ونبارك للنور وللأهلي. أما الآسيوية فأرجو أن نسعد بها الجمهور السعودي بلقبها بعد أن حصلنا على وصافتها في بيروت في أول مشاركة لنا فيها، وهذه المرة يختلف الأمر فهي على أرضنا وبين جمهورنا ومتى ما كان استعدادنا لها مناسباً، فإننا سنكون من أقوى المنافسين فيها ونحققها باسم الوطن.