كثف حلف شمال الأطلسي "الناتو" أمس الضغط على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي من خلال نشر مروحيات هجومية للمرة الأولى. وقال الحلف في بيان: إن الأهداف التي تمت مهاجمتها ليل أول من أمس تضمنت عربات ومعدات عسكرية وقوات برية. وأوضح الليفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد قائد عملية الحامي المتحد التي يقودها الناتو "هذه المشاركة الناجحة تثبت القدرات الفريدة لاستخدام مروحيات هجومية". وأضاف "سنواصل استخدام هذه الأسلحة حيثما وحينما تقتضي الضرورة، مع توخي نفس الدقة مثلما نفعل في كل مهامنا". وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية في لندن أمس أن مروحيات الأباتشي البريطانية التي شاركت للمرة الأولى في هجوم على أهداف على الأرض في ليبيا دمرت منشأة رادار ومركزا للمراقبة العسكرية قرب البريقة. وقالت الوزارة في بيان "إن المروحيات الهجومية أباتشي قامت بأول طلعة عملانية لها فوق ليبيا انطلاقا من السفينة أتش أم أس أوشن"، حاملة المروحيات التي ترسو قبالة الساحل في شمال أفريقيا. ونفى وزير الدفاع البريطاني، ليام فوكس أن يكون نشر المروحيات اعترافا بفشل استراتيجية يتم تطبيقها حتى الآن. وقال على هامش القمة الأمنية الآسيوية المنعقدة في سنغافورة "استخدام المروحيات الهجومية هو امتداد منطقي لما نقوم به بالفعل". كذلك أعلنت رئاسة أركان الجيوش في باريس أن مروحيات للجيش الفرنسي من نوع تيجر وجازيل شنت للمرة الأولى غارات على الأراضي الليبية، بالتعاون مع مروحيات بريطانية. وقال الكولونيل تياري بوركهار "تم تدمير 20 هدفا، منها 15 آلية عسكرية خصوصا سيارات بيك أب مسلحة". وأضاف أن هيكليات لقيادة الجيش الليبي قد استهدفت أيضا. وأوضح أن بضع مروحيات اضطرت إلى الرد على إطلاق نار من أسلحة خفيفة من الأرض، لكن أيا من المروحيات لم تصب وعادت جميعا إلى حاملة الطائرات تونير للبحرية الوطنية الراسية قبالة السواحل الليبية. من جهته اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف أن حلف الأطلسي "ينحرف نحو عملية برية" في ليبيا ستكون "مؤسفة"، وذلك إثر تدخل مروحيات قتالية بريطانية وفرنسية. وقال "لقد أعطينا وجهة نظرنا حول عمليات الحلف الأطلسي، إننا نعتبر أن ما يجري انحرافا عن قصد أو عن غير قصد نحو عملية برية". وأضاف في مؤتمر صحفي في أوديسا بأوكرانيا بعد أول تدخل لمروحيات الأطلسي أن "ذلك سيكون مؤسفا تماما". وتابع "أننا نرى أن شركاءنا الغربيين يدركون أن الأحداث في ليبيا تأخذ منحى غير مرغوب فيه، لكن القرارات المتخذة متواصلة تلقائيا". إلى ذلك جمدت الحكومة اليابانية 4,4 مليارات دولار من أرصدة يحتفظ بها في اليابان الزعيم الليبي والمقربون منه وذلك تطبيقا لقرار مجلس الأمن. وكان وزير المالية الياباني، يوشيهيكو نودا قد أعلن في شهر مارس الماضي قرار الحكومة اليابانية بفرض عقوبات على 18 مؤسسة وشخصية ليبية من بينهم القذافي والبنك المركزي تتضمن تجميد أرصدة مالية عملا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1970 الصادر في 27 فبراير الماضي.