عادت العلاقات المصرية- الإيرانية إلى نقطة الصفر من جديد أمس، بعدما ظهرت عليها بوادر تحسن في أعقاب ثورة 25 يناير في مصر. وأعلنت القاهرة أن الدبلوماسي الإيراني قاسم الحسيني مثل أمام جهات التحقيق المصرية أمس بتهمة تجسس قبل الافراج عنه ، إلا أن البعثة الإيرانية في مصر نفت اعتقاله، وأشارت إلى أن الحسيني يعمل بشكل طبيعي في مكتبه. فقد بدأت نيابة أمن الدولة العليا المصرية، برئاسة المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول، التحقيق مع الحسيني الذي يعمل داخل مكتب رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة، حيث نسبت إليه النيابة تهمة "التخابر لصالح دولة أجنبية (إيران) بقصد الإضرار بمصالح مصر". وكشفت التحقيقات الأولية مع الدبلوماسي المتهم، التي تجري تحت إشراف المستشار طاهر الخولي المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، أن "المتهم كان يضطلع بمهام جمع معلومات استخباراتية عن مصر في شأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد والظروف التي تمر بها، ثم يقوم بإرسالها إلى أجهزة المخابرات الإيرانية". وأشار مصدر أمني مصري في تصريحات ل"الوطن"، إلى أن "الحسيني موجود بالفعل في نيابة أمن الدولة العليا والتي باشرت التحقيق معه في التهم الموجهة إليه بالتجسس، حيث تم ضبطه بأجهزة تجسس غير مسموح بدخولها البلاد، وكان يقوم بجمع معلومات اقتصادية وسياسية وعسكرية عن مصر، وعدد من الدول الخليجية عبر عملاء له. ثم يقوم بإرسالها إلى طهران". وأضاف أن "جهاز المخابرات العامة المصرية ألقى القبض على الدبلوماسي الإيراني، وذلك بعد ضبطه بتهمة جمع معلومات والتخابر لصالح دولة إيران". وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، أن "المتهم هو دبلوماسي بمكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، وأنه كان يجمع معلومات حول ثورة 25 يناير". ونفت البعثة الدبلوماسية الإيرانية لدى القاهرة أن يكون الحسيني قد أوقف للتحقيق معه، وهو ما وصفه المصدر الأمني المصري بأنه "مجرد محاولات للهروب"، مشيراً إلى أنه "تم إلقاء القبض على الدبلوماسي الإيراني قبل أيام بمعرفة الجهات الأمنية المختصة". من جهته قال سيد علي خاني، المستشار الإعلامي في بعثة المصالح الإيرانية في تصريحات إلى "الوطن" أمس إن "ما أوردته وسائل الإعلام عن القبض على إيراني يعمل في البعثة الدبلوماسية الإيرانيةبالقاهرة بتهمة التجسس عار تماما عن الصحة". وأضاف خاني أن "الحسيني يمارس عمله الدبلوماسي بصورة طبيعية في مكتبه بمبنى السفارة الإيرانيةبالقاهرة ولم يتم القبض عليه أو التحقيق معه"، واصفاً الأنباء التي ترددت حول قيامه بأعمال تجسس بأنها "محاولة لتعكير المياه المصرية الإيرانية، خاصة بعد إعلان وزير الخارجية المصري السفير نبيل العربي رغبة مصر في فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع إيران في أبريل الماضي". وأكد الخبير الأمني، اللواء سامح سيف اليزل، أن "قضية التجسس تلك ستؤثر سلباً على استمرار التحسن في العلاقات المصرية- الإيرانية، وستعطل عملية إعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات بين البلدين". وقال ل "الوطن"، إنه "في الوقت الذي كانت فيه مصر تمد يدها إلى إيران محاولة تحسين علاقتها معها، تقوم طهران ضد مصر بقضية تجسس تماثل ما تقوم به في دول أخرى بالمنطقة، كما حدث في قضية التجسس الإيرانية في الكويت"، مشيراً إلى أن "النوايا الإيرانية في المنطقة لا تبشر بخير وتعطل أي أجواء لتحسن العلاقات بين القاهرةوطهران".