عاشت العاصمة بغداد أمس الخميس حالة أشبه بفرض حظر التجوال نتيجة امتناع الكثير من الموظفين وأصحاب المصالح الخاصة من الذهاب إلى عملهم، وتعطل العمل في المدارس والجامعات وأغلب الدوائر الرسمية، وسط انتشار أمني ملحوظ تزامنا مع الاستعرض الذي نظمة التيار الصدري أمس في مدينة الصدر شرقي العاصمة. وسار أنصار التيار مرتدين العلم العراقي أمام منصة الاستعراض المخصصة لقياديي التيار وعدد من أعضاء مجلس النواب وممثلي الأحزاب والكتل السياسية. وشهدت مدينة الصدر والمناطق المحيطة بها إجراءات أمنية مشددة حيث أغلقت أغلب الشوارع الفرعية أمام حركة العجلات وانتشرت مدرعات الجيش العراقي في العديد من مناطق المدينة وحولها وحلقت مروحيات عراقية لمراقبة الاستعراض والمداخل المؤدية إلى المدينة لتعزيز الإجراءات الأمنية. وفي كلمة له خلال الاستعراض قال القيادي في التيار الصدري حازم الأعرجي "إن عناصر جيش المهدي قنابل موقوتة بيد زعيمه مقتدى الصدر وإن العناصر المستعرضة تضم المسلمين والمسيحيين من العرب والأكراد والتركمان". وخلف الاستعرض استياء لدى بعض الأوساط السياسية والبرلمانية التي وصفته بأنه تحد للديموقراطية والدولة. وفي هذا السياق قال النائب عزت الشابندر ل "الوطن" إن "الاستعراض عسكري بكل المقاييس، وليس مدنيا وهو استنساخ لاستعراضات حزب الله في لبنان وهو تحد للقوى والطوائف العراقية الأخرى وتقويض للديموقراطية". أما النائب عن القائمة العراقية أحمد المساري فحمل الحكومة مسؤولية تعطيل العمل في مؤسسات الدولة وتسخير قدراتها لصالح جهات، تهدف إلى فرض وجودها بالقوة على الساحة السياسية. ووصفت القائمة العراقية البيضاء بزعامة النائب حسن العلوي الاستعرض بأنه إضعاف لهيبة الدولة، فيما اعتبر ائتلاف الكتل الكردستانية توقيت الاستعرض أنه غير مناسب ولا يخدم المصالح الوطنية في المرحلة الحالية ويهدد العملية السياسية. أمنيا، أعلن مصدر أمني عراقي مقتل ثلاثة ضباط شرطة بينهم مدير شرطة الكرمة التابعة لمدينة الفلوجة غرب بغداد، بانفجار عبوة ناسفة استهدف سيارتهم صباح أمس.