في قمة سعودية بالنكهة الآسيوية، يحتضن إستاد الأمير عبد الله الفيصل بجدة مساء اليوم، أقوى مباريات دور ال16 لدوري أبطال آسيا لكرة القدم، حينما يستضيف الاتحاد بين أرضه وجماهيره فريق الهلال. ويلعب الاتحاد المباراة الملتهبة على أرضه بعد أن تصدر المجموعة الثالثة، فيما حل الهلال وصيفاً في المجموعة الأولى، لتفرض النتائج مواجهة غير مرغوب فيها من قبل الشارع الرياضي السعودي، حيث سيترتب عليها مغادرة أحد الفريقين مبكراً للبطولة. أجواء اللقاء اشتعلت فور إعلان مواجهة الفريقين نظراً لحجم التنافس الكبير بين الناديين وتناوبهما في احتكار بعض البطولات المحلية المهمة خلال السنوات الماضية. ففي الوقت الذي يتطلع فيه كل منهما للفوز من أجل مواصلة المشوار في البطولة، تحضر حسابات أخرى مختلفة، فالاتحاد يعلم جيداً أن خسارته ستعقد الكثير من الأمور داخل النادي في هذا التوقيت الذي يواجه فيه في الأصل ضغوطاً جماهيرية متواصلة بسبب تراجع نتائجه، في حين أن الفوز والتأهل سيكون البلسم الشافي لجميع جراح الاتحاديين في هذا الموسم. وفي الجانب الآخر يعلم الهلاليون أن جماهيرهم تضع الفوز ببطولة دوري أبطال آسيا كأبرز البطولات التي تتمنى تحقيقها بعد سلسلة من المشاركات غير المقنعة للفريق الأزرق في هذه البطولة، كما أن خسارته اليوم ستعكر أجواء النادي الذي احتفل في القريب بتحقيق بطولة الدوري وقبلها ببطولة كأس ولي العهد، في حين أن الفوز سيكون تأكيداً على تميز الفريق، وبمثابة تمديد عقد للمدرب الأرجنتيني كالديرون. الميزان الفني للفريقين يظهر تكافؤاً لحد كبير بينهما في جميع خطوطهما، مع تميز هلالي في جانب العنصر الأجنبي بتواجد السويدي ويلهامسون والروماني رادوي، في حين يظهر الجزائري عبد الملك زيايه كأبرز العناصر الأجنبية في الاتحاد. أما من ناحية القيادة الفنية، فيأمل المدرب البلجيكي ديمتري في إظهار بصمته على الفريق رغم حداثة عهده الحالي مع الاتحاد، في حين يتمتع كالديرون بالاستقرار التام بعد استلامه تدريب الهلال قبل انتصاف الموسم تقريباً. الحراسة في الفريقين مطمئنة بتواجد مبروك زايد في الاتحاد وحسن العتيبي في الهلال، وكلاهما مصدر ثقة لخط دفاعه الذي يبدو متقارباً أيضاً في المستوى مع أفضلية للهلال من حيث الانسجام، فهو يلعب بأسماء شبه ثابتة في هذا الخط وخصوصاً متوسط العمق الدفاعي بتواجد الثنائي أسامة هوساوي وماجد المرشدي، في حين لا يشهد خط الدفاع الاتحادي الاستقرار المطلوب بسبب التغيير بصفة مستمرة بين الرباعي أسامة المولد ورضا تكر وحمد المنتشري ومحمد سالم ومشعل السعيد. أما منتصف الملعب، فيُعد مفتاح الفريقين لقوته وتأثيره، من المنتظر أن يشهد صراعاً قوياً من أجل السيطرة عليه من الفريقين ففي الوقت الذي يشكل محمد نور وسعود كريري محور الثقل الفني لوسط الاتحاد نجد في فريق الهلال الثنائي الأجنبي ويلهامسون ورادوي مع مساندة فاعلة من محمد الشلهوب ومنطلق الهجمات الهلالية أحمد الفريدي، في حين أن دور مناف أبو شقير في وسط الاتحاد هو محوري في ربط خطوط الفريق وتبقى الحلقة الأضعف في البرتغالي نونو أسيس الذي لا يجد قبولاً عند الاتحاديين أنفسهم. ويأتي أخير خط الهجوم الذي ستكون عناصره مطالبة بعدم إهدار أي فرص تسنح أمامها رغم أنها لا يتوقع أن تكون كثيرة. ففي الاتحاد يظهر الانسجام الكبير بين الثنائي محمد الراشد وعبد المالك زيايه، أما في الهلال فيظل ياسر القحطاني الرقم الثابت وهناك المصري أحمد علي. مقاعد البدلاء في الفريقين تضم العديد من الأوراق الرابحة، فكنبة الاتحاد تضم: نايف هزازي وسلطان النمري والعماني أحمد حديد، فيما تضم قائمة الاحتياط في الهلال: نواف العابد وعبدالعزيز الدوسري وعيسى المحياني . وتظل التوقعات صعبة للغاية في مثل هذه اللقاءات إلا أن مسألة تمديد المباراة إلى الأوقات الإضافية وركلات الترجيح واردة؛ خصوصاً أن مباراتي الفريقين في الدوري المحلي للمحترفين لم تشهدا تسجيل أية أهداف وانتهتا بالتعادل السلبي.