تم في بغداد تشكيل تجمع نيابي لمتابعة موضوع الحدود العراقية الكويتية والقضايا ذات الصلة بالشأن الخارجي، وذلك على خلفية تدشين الكويت في أبريل الماضي العمل في ميناء "مبارك الكبير" في جزيرة بوبيان المحاذية للممر المائي العراقي في شط العرب. وقال التجمع البرلماني الذي ضم 15 نائبا في مؤتمر صحفي أمس، بالتحرك نحو الأطراف الدولية والإقليمية، التي لها تأثير في تقريب المواقف ووجهات النظر بين العراق والكويت وتوطيد العلاقات التاريخية بين الشعبين واحترام سيادة البلدين على أساس حسن الجوار، وحل مشكلة الحدود بين البلدين دون إلحاق الأذى بأحدهما، فضلا عن دعم الجهد الدبلوماسي لحسم الملفات العالقة بين البلدين تمهيدا لخروج العراق من طائلة الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة. وتقول الكويت إن المشروع الذي تنفذه شركة "هيونداي" الكورية ويتوقع أن ينتهي العمل فيه خلال سنوات قليلة بتكلفة تبلغ حوالي مليار دولار، يهدف إلى جعل البلاد مركزا رئيسيا للنقل الإقليمي ومحطة مالية وتجارية عالمية. ومن المقرر أن يصل عدد المراسي في الميناء إلى 60 مرسى وعمق القناة الملاحية إلى 20 مترا وذلك بهدف اتساع نطاق استخدام الميناء واستيعابه للسفن ذات السعة والأحجام الكبيرة. ورأى مسؤول بارز في مديرية الموانىء العراقية لفرانس برس أن "الكويت تسعى لكي تقطع الطريق الملاحي المؤدي إلى العراق"، على اعتبار أن جزيرة بوبيان لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن الممر المائي العراقي المؤدي إلى موانئه الأساسية. وحذر من أن "هذه التحركات الاستفزازية ستجعل العراق دولة مغلقة بحريا، علما أن الكويت ستتجاوز المسارات الملاحية المخصصة للسفن، ما يشير إلى انتهاك سافر لمبادىء القانون البحري الدولي، وانتهاك للحدود البحرية مع العراق". ويشير خبراء عراقيون إلى أن الميناء سيتسبب في جعل الساحل الكويتي ممتدا على مسافة 500 كيلومتر، بينما يكون الساحل العراقي محصورا في مساحة 50 كيلومترا. وكانت وزارة النقل العراقية وضعت في أبريل 2010 حجر الأساس لمشروع ميناء "الفاو الكبير" بعدما صادق عليه مجلس الوزراء عام 2004 بتكلفة بلغت أربعة مليارات و400 مليون يورو، على أن يستمر العمل فيه حتى عام 2028. وأعرب المسؤولون العراقيون حينها عن أملهم في أن يتصل الميناء الذي يقع قرب مدخل قناة شط العرب بخط للسكة الحديدية يربط الخليج العربي عبر الموانئ العراقية بشمال أوروبا من خلال تركيا. ورأى المسؤول في مديرية الموانىء العراقية أن المشروع الكويتي الحالي سيؤثر سلبا على الخطوة العراقية هذه. وأوضح أن الكويت "سعت لبناء ميناء مبارك في الموقع المحاذي للمكان المصمم لإنشاء ميناء الفاو الكبير، علما أن جزيرة بوبيان متروكة وغير مأهولة وتتكون من تربة رملية هشة تغطيها المياه بمعدل مرتين يوميا". وقال إن "الكويت ليست بحاجة إلى ميناء مماثل، كونها تملك موانئ أهم". وفيما لزمت الحكومة العراقية الصمت حيال هذه المسألة، نفت وزارة الخارجية الكويتية أي تجاوز للحدود المائية الإدارية العراقية، مؤكدة أن الميناء يتم إنشاؤه على أرض كويتية وضمن المياه الإقليمية الكويتية.