أعادت وكالة الأنباء السورية "سانا" أمس بث خبر استقالة مذيعة قناة العربية السورية زينة اليازجي، ورأى مراقبون أن اهتمام الوكالة بالخبر جاء كتثمين لإنجاز كبير حققته أجهزة الأمن السورية على اعتبار أن هذه الأجهزة نجحت في استقطاب أصوات الفنانين وبعض الإعلاميين في القنوات السورية والعربية. وقالت الوكالة على لسان اليازجي إن "ما يتعرض له بلدي سورية من ظروف دفعني إلى عدم الاستمرار بالعمل في قناة العربية". إلا أن زوج المذيعة الفنان عابد فهد كان أكثر صراحة في تناوله لأسباب استقالة زوجته، فأرجعها إلى أن "سياسة القناة في تغطية الشأن السوري يخالف منهجيتها الصحفية مما جعلها تعيش في حالة نفسية سيئة". وتزامنت استقالة المذيعة السورية مع انطلاق حملة إلكترونية على موقع "فيسبوك" بعنوان "معا لسحب الجنسية السورية" تطالب بسحب الجنسية من السوريين الذين يعملون في القنوات الإخبارية ومنها "العربية"، متهمة هؤلاء بأنهم يحرضون وينشرون الفتنة بين الشعب والنظام الحاكم. وكانت زينة تقدمت بالاستقالة الأربعاء الماضي، وقالت في تعليق لموقع "العربية نت": "بحزن قدمت استقالتي لإدارة قناة العربية، البيت الذي أمضيت فيه نحو 8 سنوات". وأضافت: "لا أريد أن تفسر استقالتي بأكثر مما تحتمل، فأنا أغادر القناة وكلي محبة للذين عملت معهم ولم يكن خروجي عن خلاف شخصي، ولهم شكري على ما غمروني به من مشاعر جياشة". وأضافت: "إن الظرف الذي يتعرض له بلدي سورية حتّم علي عدم الاستمرار أو التفرغ". وكانت المذيعة قد التحقت بقناة "العربية" منذ بداياتها واشتهرت بتقديم نشرة الساعة السادسة مساء بتوقيت جرينتش (التاسعة مساء بتوقيت السعودية). وتعليقا على استقالة زينة اليازجي قال مدير "العربية" عبدالرحمن الراشد إنه يأسف لقرار الزميلة الاستقالة ويقدر ظروفها، وأضاف "نحن نثمن كل ما قدمته خلال السنوات الماضية ونتمنى لها التوفيق". وفيما لمحت مصادر "الوطن" إلى أن زينة أجبرت على الاستقالة من القناة، إلا أن مصدرا مسؤولا في القناة رفض الخوض في هذا الأمر، معتبرا أن زينة قدمت استقالتها وقبلت وأنها لم توضح مبررات معينة غير أنها لم تعد راغبة في العمل. وكانت أنباء انتشرت قبل أسابيع عن استقالة اليازجي، إلا أنها ظهرت من جديد على شاشة القناة مما أثار الشكوك حول صحة تلك الأنباء. وكان مدير مكتب قناة الجزيرة في دمشق عبدالحميد توفيق قد تقدم هو الآخر باستقالته من القناة بسبب ضغوط وتهديدات تمت ممارستها ضده وضد المكتب.