هاجم انتحاريان أكاديمية باكستانية لقوات الأمن أمس مما أسفر عن مقتل 80 شخصا، وإصابة 115 آخرين انتقاما لقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مع استمرار الغضب الباكستاني من العملية الأمريكية الخاصة التي استهدفته. وقالت حركة طالبان الباكستانية إن الهجوم على الأكاديمية الواقعة ببلدة تشارسادا شمال غرب باكستان هو أول انتقام لمقتل بن لادن. وأوضح المتحدث باسم الحركة إحسان الله إحسان "أنه أول انتقام لمقتل بن لادن. وسيكون هناك المزيد." ونفذ الانتحاريان هجومهما بينما كان المجندون في طريقهم للخروج من الأكاديمية لقضاء عطلة الأسبوع وكان من بين القتلى 65 مجندا. وحول توترالعلاقات بين أمريكا وباكستان، أعلن الناطق العسكري الجنرال أطهر عباس أمس أن رئيس اللجنة المشتركة للأركان الجنرال خالد شميم واين (الرجل الثاني في الجيش الباكستاني) قررإلغاء زيارة مبرمجة للولايات المتحدة خلال الفترة من 22 إلى 27 مايوالجاري لإجراء مفاوضات مع نظيره الأمريكي الأدميرال مايك مولن. وجاء هذا الإلغاء على خلفية التوتر في العلاقات بين البلدين، إثر قيام القوات الأمريكية الخاصة بخرق الأجواء الباكستانية وقتل بن لادن دون إعلام السلطات الباكستانية بذلك. وكان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني صرح بأن باكستان تعيد النظر في علاقاتها مع الولاياتالمتحدة، وأن حكومته يمكن أن تسقط إذا لم تتخذ سياسة مناهضة لأمريكا نظرا لأن الرأي العام الباكستاني مستاء جدا من الغارة الأمريكية الأخيرة والحملة الإعلامية ضد القوات المسلحة. إلى ذلك ذكر تقرير إخباري أن السلطات الباكستانية سمحت لعملاء أمريكيين بالتحقيق مع أرامل بن لادن المحتجزات في باكستان. ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أمس عن مسؤولين أمريكيين اثنين وثالث باكستاني، يشاركون في القضية، القول إن التحقيق الأولي مع أرامل بن لادن الثلاث، لم يسفر عن استخلاص معلومات كافية. وحضرت عناصر من الاستخبارات الباكستانية التحقيقات، حيث أبدت السيدات بعض العداء تجاه العملاء الأمريكيين، بحسب التقرير. أما شبكة "سي. بي. أس" التلفزيونية فذكرت أن أسامة بن لادن اختبأ في غرفة تشغلها زوجاته وبناته خلال الهجوم الذي أسفر عن مقتله. وأضافت أن فرقة الكوماندوز الأميركية التي شنت الهجوم في 2مايو الجاري على منزله، حاولت أن تطلق النار فوق رأسه لدى وجوده على درج الطبقة الثانية من منزله، كما ذكر مسؤولون أميركيون شاهدوا صورا عن الهجوم التقطتها كاميرات صغيرة كانت مثبتة على خوذ الجنود. وأضافت الشبكة أن زعيم القاعدة ما لبث أن هرب إلى غرفة كانت فيها زوجاته وبناته. وأبعد أول جندي أميركي دخل الغرفة بنات بن لادن، فيما صد جندي ثان إحدى الزوجات التي هجمت عليه أو دفعت نحوه. ثم أطلق هذا الجندي النار على بن لادن، فأصابه في صدره، قبل أن يطلق جندي ثالث رصاصة في رأسه. وأضاف المسؤولون الأميركيون ردا على أسئلة الشبكة أن التبادل الوحيد لإطلاق النار الذي استهدف مجموعة الكوماندوز حصل قرب المبنى الملحق بالمنزل الأساسي، حيث فتح رسل بن لادن النار عليهم قبل أن يتعرضوا بدورهم لرصاص أرداهم. وقتلت أيضا زوجة أحد الرسل في العملية وأحد ابناء بن لادن، فيما أصيبت إحدى زوجاته، كما أعلن مسؤولون أميركيون في وقت سابق. وكانت الولاياتالمتحدة أكدت في وقت سابق أن بن لادن استخدم هذه المرأة "درعا بشرية"، ثم سحبت هذا التأكيد. وفي السياق، قتل ثلاثة "متمردين إسلاميين" أمس بصواريخ أطلقتها طائرة أميركية من دون طيار في خركمار بوزيرستان الشمالية معقل متمردي طالبان المتحالفين مع القاعدة. شمال غرب باكستان. وهذا الهجوم هو الرابع من نوعه منذ مقتل بن لادن قبل 11 يوما. وقال مسؤول باكستاني إن "طائرة أميركية من دون طيار أطلقت صاروخين على آلية يستقلها متمردون إسلاميون مما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم".