أكد مدير مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية العميد عبدالله بن عبدالرحمن الجميل، الدورالمحوري الذي تؤديه المملكة في محاربة المخدرات على الصعيد الدولي ومحاصرتها لمنابع هذه الآفة من مصادرها المتنوعة. وأوضح العميد الجميل ل"الوطن" أمس، أن ما ورد على لسانه خلال حديثه في لقاء الثلاثاء الشهري في غرفة الشرقية، الأسبوع الماضي، لم يكن إلا مجرد أمثلة استشهد بها على التعاون الدولي بين مكافحة المخدرات في المملكة وبين نظيراتها في الدول الأخرى، منبهاً إلى أنه ضرب مثالاً وقع قبل سنوات ليدلل من خلاله على ذلك التعاون الذي أسفر عن ضبط 3 أطنان من مادة الحشيش المخدر قبل سنوات، وقال إن "هذه الشحنة التي ضُبطت قبل سنوات واستشهدنا بها على حجم التعاون الدولي، لم تكن أساساً متجهة إلى المملكة". وتابع قائلاً "المملكة أسهمت في وقت سابق في تمرير معلومات أفضت إلى ضبط شحنة من الكوكائين تزن 25 كيلوجراماً في إحدى الدول العربية"، موضحاً أن عملية ضبط هذه الكمية لم تكن في أراضي المملكة، مضيفاً أن ذلك كان مثلاً آخر تم الاستشهاد به على التعاون الدولي بين مكافحة المخدرات ونظيراتها في الدول الأخرى. ولفت العميد الجميل، إلى دور المملكة من خلال العديد من المواقف في مكافحة المخدرات من مصادرها المتنوعة، داعياً المواطنين إلى التعاون والمساهمة أيضاً في محاربة هذه الآفة، كونها مخالفة للشريعة والقانون، فضلاً عن أضرارها النفسية والجسدية العديدة على أبناء الوطن الغالي. وفي سياق متصل، أشار العميد الجميل إلى أهمية الجانب التوعوي في محاربة المخدرات وتجنيب الجميع أضرارها من خلال "برنامج الأمير محمد بن فهد للوقاية المجتمعية بالمنطقة الشرقية"، والذي تم العمل به بعد أن اختارت المديرية العامة لمكافحة المخدرات المنطقة الشرقية لتنفيذ هذا المشروع التوعوي، والذي يضم عددا من البنود وكراسي البحث التي تتناول عدة مجالات مثل المجال الأمني، والوقاية المجتمعية، والتعليم في الوقاية، والسلائف الكيميائية، والعلاج من الإدمان، وتأهيل المتعافين من التعاطي والإدمان، والتوعية الإعلامية الإلكترونية، فضلاً عن البرامج الإعلامية، والفعاليات والملتقيات الرجالية والنسائية والبرنامج الوقائي للطلاب، والتدريب وتطوير القوى العاملة، وذلك من خلال تدشين ثمانية مبان في الدمام، والأحساء، وحفر الباطن، والجبيل، والخفجي، والنعيرية، وقرية العليا، وبقيق. وقال إن: الإدارة تسلمت الأرض الخاصة بمبنى البرنامج في محافظة حفر الباطن، وقد بلغت مساحتها 25 ألف مترمربع، مشيداً بدور المجلس البلدي وبلدية المحافظة في ذلك، والحرص على أن يتم تشييد المبنى على أكبر مساحة ممكنة، والمساهمة في توفير هذه المساحة، وذلك بدلاً من المساحة التي تم اختيارها في السابق والبالغة 10 آلاف متر مربع فقط. وأضاف قائلاً إن: الإدارة تعمل حالياً على مبنى البرنامج بمحافظة الأحساء، وسيتم خلال الأيام القليلة القادمة تدشين العمل بالمبنى، أما بالنسبة للعمل على مبنى البرنامج بالدمام فهو في المراحل الأخيرة لاستلام الأرض الخاصة بالمشروع، وقد تم التنسيق في بقية المحافظات "الجبيل والخفجي والنعيرية وقرية العليا وبقيق" لتجهيز الأراضي التي سيشيد عليها المشروع في أقرب وقت. وذكر الجميل أنه تم خلال الشهرين الماضيين، عمل 3 دورات تدريبية للمرشدين الطلابيين في مدارس المحافظة، كما قام القسم النسائي بالإدارة بإجراء دورة تدريبية للمرشدات يوم الأربعاء الماضي، وتم إجراء تلك الدورات في مدارس الدمام والخبر والقطيف والظهران، إضافة إلى دورات شملت الضباط العسكريين. وبين الجميل أنه تم الانتهاء من تصوير3 أفلام توعوية، الأول موجه للآباء، والثاني للأبناء، والثالث للأسرة، ومدة الفيلم الواحد لا تتجاوز ال4 دقائق، وسيتم عرضها في فترات متفاوتة، عبر القنوات التليفزيونية، وفي مدارس البنين والبنات في المنطقة الشرقية، وكذلك في المناسبات والفعاليات القادمة. ولفت الجميل إلى استعداد الإدارة لتنفيذ عدد من المحاضرات التوعوية في عموم مدن المنطقة، في الفترة القادمة، قائلاً إننا نجهز حالياً، إضافة إلى تلك المحاضرات لتنفيذ دورة تدريبية في محافظتي حفر الباطنوالأحساء، ودورة رياضية كذلك. وحول مدى تضرر النساء من المخدرات، قال العميد الجميل، إن تعاطي النساء ازداد في السنوات الأخيرة، إلا أن ما تم ضبطه لا يتجاوز حالات اعتيادية، ونادراً ما تردنا بلاغات حول تعاطي سيدات، وعلاقة النساء بالمخدرات لم تصل إلى حد الإدمان الخطير، وإنما هي حالات "تعاطٍ" وليست "إدماناً"، والتعاطي أخف من الإدمان من حيث التخلص منه وعلاجه، وغالباً ما تكون حالات التعاطي من قبل السيدات في الأسر المصابة بالتفكك الأسري.