تشهد مدينة جدة حدثين استثنائيين في مجال تكريم الثقافة والمثقفين، فقد دعت إثنينية عبد المقصود خوجة لحضور الاحتفال بمئوية الشاعر السعودي حمزة شحاتة اليوم تقديرا لذكراه ومساهماته في حركة الثقافة السعودية، وقال مصدر من مجلس إدارة الإثنينية إن استعادة ذكرى شحاته في مئويته الأولى تأتي لتأكيد حضوره في المشهد الثقافي السعودي، وتأثيره الكبير في مسارها، ولكونه علما من أعلامها الذين يتوجب علينا الاحتفاء بهم كلما سنحت الفرصة. ولد حمزة شحاتة عام 1910 في مكةالمكرمة ونشأ يتيم الأب، تربى في منزل المربي محمد نور جمجوم وتلقى تعليمه الأولي في مدارس الفلاح بجدة وبدأ اهتمامه بالقراءة مبكرا على غرار أبناء جيله الذين لم يكن لديهم من وسائل الترفيه غير القراءة، ومن خلال هذه القراءات تعرف على أعلام الأدب العربي وأبدى ميلاً واضحا لشعراء المهجر من أمثال جبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي وخليل مطران. وارتقى شحاته بثقافته من خلال تعلمه للغة الإنجليزية حيث قام برحلة إلى الهند لحساب أحد تجار جدة، وأتقن هناك الإنجليزية، فاطلع على الكثير من تجارب الأدباء الإنجليز. وفي عام 1938 ألقى محاضرته الشهيرة "الرجولة عماد الخلق الفاضل" التي لا تزال آثارها الجمالية والأخلاقية تؤثر في الأجيال. وكان يمكن أن يكون لشحاتة شأن لولا أنه آثر العزلة، واختار القاهرة مكانا لعزلته حتى وفاته عام 1970 ونقل جثمانه ليدفن في مسقط رأسه في مكةالمكرمة. ألف شحاتة عدة كتب ونشرها قبل وفاته ومنها "الرجولة عماد الخلق الفاضل" "رفاة عقل" "حمزة شحاتة وحماره" ثم جمعت كتب أخرى له بعد وفاته أشهرها "إلى ابنتي شيرين" وهي رسائل تمتلئ بالحكمة وتجييش بالعاطفة، وجهها من مكان إقامته في مصر إلى ابنته. ومن جهته دعا نادي جدة الأدبي إلى حضور الاحتفاء بذكرى الشاعر والفنان مطلق مخلد الذيابي "سمير الوادي" غدا، حيث يتحدث منصور بن سلطان عن تجربته معه. ويبدو أن المصادفة لعبت دورا في الجمع بين شخصيتين يحتفى بهما في أسبوع واحد بمدينة جدة، فقد كان شحاتة شخصية استثنائية في مجال تفكيره وإبداعه، فخلق من حوله دائرة واسعة من المعجبين والأعداء الشيء الذي اضطره إلى خوض معارك أدبية كبيرة مع صنوه محمد حسن عواد وآخرين في حين كان الذيابي أنيسا ودودا تحيط به دائرة من المعجبين بفنه وشعره حتى قيل إن الذيابي ليس له أعداء. ولد الذيابي في العاصمة الأردنية عمان عام 1346 هجرية، وهو أحد رواد الفن السعودي المعاصر، كان شغوفاً بالشعر والموسيقى. وحمل فنيا لقب "سمير الوادي"، وعلى الرغم من أنه لم يتلق تعليما يتخطى الابتدائية إلا أنه أثبت من خلال مواهبه قدرات كبيرة في نظم الشعر، والعزف على الآلات الموسيقية والتلحين. عمل الذيابي في الإذاعة السعودية حيث أثبت جدارته فيها، ثم انشغل بالتلحين لكبار الفنانين مثل وديع الصافي، وطلال مداح ومحمد عبده وغيرهم. وتوفي في صفر من عام 1403 هجرية إثر نوبة قلبية وهو في الستين من عمره وترك خلفه عددا من المؤلفات منها "ديوان أطياف العذارى"، "غناء الشادي" "ذخائر الذيابي الفكرية".