أعلن متحف الدولة الهولندي "رايكسميوزيم" بالعاصمة أمستردام أنه سيعرض قريبا عددا من الصور النادرة لمكةالمكرمة تم التقاطها عام 1884 من قبل المستعرب الهولندي كريستيان سنوك هيرخرونيه. ووفقا لما قاله المتحدث باسم المتحف، فإن كريستيان كان أول شخصية غربية تمكنت من التقاط صور في مكة إبان الحج . وكان كريستيان قد أعلن إسلامه حينها، وتمكن من الدخول إلى مكة والمشاركة في مناسك الحج، ما ساعده في التقاط عدد من الصور النادرة. وأشار المتحف إلى أنه لم يسمح سوى لعدد 15 شخصية غربية في الفترة من 1503 : 1884 بالوصول إلى مكة لتغطية مناسك الحج في ذلك الحين. يذكر أن كريستيان " 1857 :1936 " درس اللاهوت في جامعة لايدن، كما درس اللغة العربية. أجرى دراسات حول سلبيات المستعمر الهولندي في الهند الشرقية، وكان لديه اهتمام كبير بالإسلام ، وبما يدور في الأراضي الحجازية المقدسة، وتم إرساله من قبل وزارة المستعمرات الهولندية إلى مكة ، وقبل دخوله مكة أعلن إسلامه، وغير اسمه إلى عبد الغفار. غير أن الحاكم التركي في مكة قام بترحيله خوفا على حياته، لأنه لم يكن يسمح للغربيين بالتواجد في مكة، ولم يكن يعلم أحد حقيقة ما إذا كان إسلامه وتغيير اسمه لآخر أمرا صحيحا وحقيقيا، أم من أجل تسهيل أمر دخوله مكة لإجراء أبحاث ودراسات حول أهلها في ذلك الحين. وتم بالفعل ترحيله، تاركا خلفه كل ما أعده من صور وملاحظات، إلا أن الحاكم التركي قام بإرسال هذه المتعلقات إليه بعد رحيله. ورغم إشهار إسلامه الذي لا يعلم بحقيقة نواياه إلا الله، إلا أن ارتباطه بأصوله المسيحية تكشفت عام 1910، عندما تزوج في الكنيسة البروتستانتية الهولندية. رغم ذلك ظل من أبرز المحاضرين عن الإسلام وعلاقات النمو الديني بالسياسية، كما ظل من أكبر نقاد السياسة الاستعمارية الهولندية. وعندما توفي، تم تحويل منزله في مدينة ليدن إلى صندوق ثقافي.