فازت الباحثة السعودية، هبة الدوسري، بجائزة المجلس الثقافي البريطاني في 13 من الشهر الجاري متفوقة على أكثر من 1200 طالب أجنبي، من 118 دولة شاركوا في هذه المسابقة. ويأتي هذا الفوز إثر النتائج المميزة التي أظهرها بحثها المتعلق بإيجاد علاج للسرطان من خلال صيغة متطورة باستخدام تقنية النانو تهدف لعلاج الخلايا السرطانية بصورة انتقائية دون المساس بالخلايا السليمة، والمشاريع العلمية والثقافية التي شاركت فيها خلال دراستها في المملكة المتحدة. هناك أصابع تنزف، وأخرى تعزف. وأصابع الباحثة السعودية هبة الدوسري، تجيد العزف بمهارة. فهي أبهرت أعضاء هيئة تدريس كليتها في جامعة ستراثكلايد بجلاسكو في أسكتلندا منذ أن التحقت بها في أبريل 2008، مبتعثة من كلية الصيدلة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، فقد حصلت على ثاني أفضل طالبة في جامعتها عام 2009 بفضل (البوستر) البحثي الذي تناول عناوين وخطة أطروحتها للدكتوراه. كما كتبت عنها بإعجاب صحيفة التايمز البريطانية في 18 أبريل الجاري، واصفة بحثها ب"الواعد"، بينما تصفها مشرفتها الأكاديمية في جامعتها الأسكتلندية، البروفيسورة كريستين دوفيس، ب :"المثابرة والمختلفة". هبة لا تخرج من مختبرها في الجامعة إلا في حدود الساعة العاشرة مساء. تنفق جل يومها في سبيل بحثها في ظل الصعوبات والتحديات الكبيرة التي يفرضها عليها موضوعها العلمي الشائك، لكنها تؤمن أن وقوف زوجها فهد اليامي معها كان له أبلغ الأثر في نجاحها. وتقول هبة في تصريح إلى "الوطن": "زوجي كان وراء تفوقي بعد الله سبحانه وتعالى. كان متعاونا إلى أقصى حد". وتعترف هبة بتقصيرها تجاه أبنائها الثلاثة: لمى (15 عاما)، وعبدالله (13 عاما)، وليان (11 عاما) من خلال عدم قضاء وقت طويل معهم بسبب ظروفها الدراسية. لكنها تدرك أن وجودهم في أسكتلندا ساعدهم في تنمية شخصياتهم واعتمادهم على أنفسهم مستشهدة بنتائجهم الدراسية الجيدة واشتراكهم في العديد من الفعاليات اللاصفية التي انعكست على سلوكياتهم ومهاراتهم. الدوسري في ختام حديثها إلى "الوطن" تمنت أن تحقق المزيد من النجاحات العلمية قريبا. وتضيف "لدي شغف بالبحث والتدريس لا يمكن أن أصفه. أتمنى حقا أن أحقق إنجازات علمية وعملية تجسد هذا الولع الشديد". إلى ذلك وإضافة إلى الجوائز العديدة التي حصلت عليها الباحثة هبة الدوسري فقد نشرت أجزاء من بحثها في 3 من أهم الدوريات العلمية في تخصصها، وأحدها كان كغلاف رئيس.