أوقف البيت الأبيض لأسباب غير معروفة، صرف 25 مليون دولار أقرها الكونجرس لتقديم مساعدات غير قتالية للثوار الليبيين. ويعكس هذا القرار طبيعة الخلافات التي تشهدها الإدارة الأميركية حاليا لا سيما بين طاقم الرئيس في البيت الأبيض ووزارة الخارجية. وأوضحت مصادر أن هذه الخلافات تصاعدت برفض الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال مستشارين عسكريين إلى ليبيا، لينضموا إلى المستشارين الذين تنوي لندن وباريس إرسالهم. وفي المقابل قال عسكريون أميركيون إن قرار البيت الأبيض باستخدام طائرات أميركية دون طيار لمساعدة قوات حلف شمال الأطلسي في مهامها فوق ليبيا لن يغير من الأمر شيئا كبيرا بسبب طبيعة المواجهة واستخدام تلك الطائرات في عمليات تعتمد بالأساس على المعلومات الاستخبارية وتستهدف أشخاصا وقيادات. وبالنظر إلى قيام مساعدي القذافي بالتحرك في صفوف التجمعات المدنية فإن استخدام تلك الطائرات سيكون محدود التأثير. في غضون ذلك، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مايك مولن أمس إن الضربات الجوية التي شنتها قوات التحالف قوضت القوات البرية الليبية بنسبة تصل إلى 40%، لكن الصراع يتجه فيما يبدو إلى حالة جمود مع ضغط قوات القذافي على مدينة مصراتة المحاصرة. وقال مولن للقوات الأميركية خلال زيارة للعاصمة العراقية بغداد إن الصراع "يتحرك بالقطع صوب حالة جمود". واستطرد "لكن في نفس الوقت قوضنا ما بين 30 و40% من قواته البرية الرئيسية. وتقويض قوات القذافي سيتم بمرور الوقت". وكانت طائرات الحلف دمرت أول من أمس 8 مستودعات ذخيرة تحت الأرض قرب العاصمة الليبية طرابلس. وقال تقرير للحلف أمس في بروكسل إن 62 طائرة مقاتلة شاركت في هذه الهجمات، وأن دبابة ومنصة للدفاع الجوي تابعة لقوات القذافي تم تدميرها قرب مصراته. وفي مصراتة، انتزع المعارضون السيطرة على مبنى إداري كبير في وسط المدينة كان قاعدة لقناصة القذافي وقوات أخرى تابعة له بعد معركة ضارية استمرت أسبوعين. وفي باريس، قالت مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إنه ينوي القيام بزيارة قصيرة إلى بنغازي، في وقت تكثف فيه فرنسا الضربات الجوية ضد قوات النظام الليبي. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي المعارض مصطفى عبد الجليل، دعا ساركوزي إلى زيارة المدينة عندما التقى الرئيس الفرنسي في باريس، وقال للصحفيين إن الزيارة سترفع الروح المعنوية لمقاتلي المعارضة. وقالت الرئاسة الفرنسية أمس إن ساركوزي أعطى "موافقته المبدئية" على زيارة بنغازي، وأعرب عن تأييده منح أموال ليبية مجمدة إلى المجلس، دون أن يحدد موعدا للزيارة. ويبقى دائما توقيت مثل هذه الزيارات إلى مناطق القتال سريا لأسباب أمنية. وقال مصدر "لا يوجد موعد لكنه سيذهب." وأضاف "يجري إعدادها وستكون سريعة. ربما في مايو وعلى الأرجح خلال أول أسبوعين من الشهر". واضاف المصدر أن ساركوزي يريد أن يرافقه خلال الزيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، قائلا "الفكرة أن تكون مهمة فرنسية بريطانية." ولكن متحدثا باسم مكتب كاميرون رفض التعليق.