قال رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني إنه لم يمنع الشاعرة الزميلة هدى الدغفق من إلقاء نصوصها الشعرية على منصة النادي خارج القسم النسائي، بقدر ما كانت المسألة تنظيمية، مشيرا إلى أن خروجها على المنصة بالطريقة التي اختارتها لم يتح للنساء المتواجدات في الصالة مشاهدتها، خصوصا في ظل عدم وجود دائرة نقل تلفزيونية في أدبي جدة. ولم ينكر القحطاني وجود ضوابط تحكم مشاركة النساء المفتوحة، وتساءل : وإلا ماذا يعني أن يوضع الرجال في كثير من المناسبات الثقافية في مكان والنساء في مكان آخر؟ ولم يقلل القحطاني من تأثير النسق الاجتماعي، مؤكدا أنه في النهاية رئيس ناد وهو لا يمثل نفسه في هذا السياق. وأوضح القحطاني أنها ليست المرة الأولى التي تقف فيها شاعرة على المنصة الرئيسة بنادي جدة، لافتا إلى أن الشاعرة لو أخبرته قبل الأمسية بأنها تريد أن تلقي نصوصها فربما اقترح عليها حلا آخر، إلا أنه يرى أنها خالفت التنظيم في خروجها بتلك الطريقة. من جانبها لم تجد الشاعرة هدى الدغفق صعودها للمنصة الرئيسة سببا محددا لتصرفها، وقالت إنها فعلت ذلك الأمر"تلقائيا" حين رأت أنها في مدينة جدة المبادرة دائما- حسب تعبيرها -، وليس منطقيا بالنسبة لها أن لا تواجه الحضور الجماهيري الجميل الذي حضر تلك الأمسية الشعرية - طبقا لوصفها -. وأضافت الدغفق أنها تفاجأت بمحاولة رئيس النادي منعها، وخصوصا أنها تعرف أن جميع زميلاتها تعودن على الإلقاء من المنصة الرئيسة، إضافة إلى أن جميع الحاضرات كن من صديقاتها. وحول ما إذا كان النسق الاجتماعي هو من يحكم قضية إلقاء الشاعرة نصوصها أمام الجماهير قالت الدغفق: ذلك يمكن أن يكون في بعض العائلات السعودية، وبعض المناطق حيث ما زالت التقاليد القبلية موجودة، مشيرة إلى أن ذلك لم يحدث في مهرجان الجنادرية، حيث ألقت بعض الشاعرات نصوصهن من المنصة الرئيسة، وشاركت نساء في الندوات والمحاضرات جنبا إلى جنب شقيقهن الرجل، فما الذي يمنع أن يحدث ذلك في أماكن أخرى ما دامت المسألة هوية ثقافية؟ واستدركت الدغفق :" قد نتفق حول مسألة العرف الاجتماعي، لكن في النهاية هذه مسألة يتحكم فيها المزاج العام، ولا سيما أننا أمام نخبة، ولا بد أن نتخلص من قضية العرف بما أننا نحن من يقود المجتمع في مدينة حضارية مثل جدة". ورأى مدير عام الأندية الأدبية عبدالله الأفندي أن الأمسية الشعرية تخص بداية المهرجان الوطني للتراث والثقافة"الجنادرية" وأدبي جدة يمثل المقر فقط، حيث تم اختيار الضيوف من قبل مهرجان الجنادرية، وموضوع إلقاء الشاعرة نصوصها من المنبر الرئيس يعود لمجلس إدارة كل ناد، فهو من يقرر ذلك، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة والإعلام ليس لها علاقة بتلك المسألة، لأن الأندية الأدبية في نهاية المطاف هي مؤسسات مجتمع مدني، ويحكمها ما يحكم مؤسسات المجتمع المدني. ولم ينف الأفندي تأثير النسق الاجتماعي الذي يحكم قضية مشاركة المرأة أمام الجميع. وكانت الزميلة الشاعرة هدى الدغفق قد كسرت حظر وقوف المرأة على منصة نادي جدة الأدبي، حين اعتلت المنصة في الأمسية الشعرية التي أقامها الحرس الوطني الثلاثاء الماضي ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية بنسخته ال26 والتي شارك فيها إضافة للدغفق كل من الشعراء عبدالله الوشمي، أحمد بخيت، محمد زايد الألمعي.