"أنا لا أتعاطى الترجمة" أنا أدرس النصوص المترجمة، ومهتم بتطويع الترجمة كدراسة أكاديمية، بهذه العبارات تحدث عضو مجلس إدارة الترجمة بجامعة الملك فيصل الدكتور عمر شيخ الشباب، مدافعا عن نفسه حتى لا يوصف بالمترجم، مستهلا محاضرته "التأويل في الترجمة" التي ألقاها في نادي المنطقة الشرقية الأدبي، مساء الأحد الماضي. وقال شيخ الشباب: إن مراكز الترجمة في الوطن العربي، الأكاديمية منها ينصب عملها على المقررات الدراسية والكتب الأكاديمية العلمية، أما الموضوع الثقافي فليس من السهل تعاطيه، لأسباب سماها ب"مزاجية المجتمع". وأكد شيخ الشباب أن هناك معايير لغوية يمكن الاحتكام إليها لإنتاج النص المترجم، وهذه المعايير تستخدم في الحكم على الترجمة وتقويمها، وفق أدوات معظمها طورت في علم المعاني مثل توافق المفردات وحقل المعنى يعود إليها عادة اللغوي أو من يقيم الترجمة. وتابع: أن كل ترجمة تقوم على تأويل يقوم به المترجم الأول ثم يستعمله من يختار اتباع العرف الموجود في اللغة المستقبلة من مترجمين لاحقين وأن الترجمة تظهر انعدام الكفاية على مستويات عديدة، فمن المترجمين من اعتمد مفردات جديدة تختلف عما قبله، وكل المترجمين يقدمون جملا وتراكيب نحوية يختارونها في نصوصهم الجديدة، وكلهم يختلفون حول كمية الإضافات والتفسيرات اللازمة داخل النص، ولا يوجد توافق على مدى استخدام اللغة القديمة. وتشير النتائج إلى أن التأويل أساس في الترجمة وأن الإبداع والاتباع في الترجمة يخضعان لمحاكمة تؤدي إلى معالجة النص المترجم بحيث يصبح مستقلا، ويقوم بدوره في التواصل بين المتحدثين في اللغة المستقبلة. وأشار شيخ الشباب إلى أنه قدم بحثا بعنوان "التواصل اللغوي والثقافي في ترجمات القرآن الكريم إلى اللغات الأوروبية" وأن الهدف منه تقصي التواصل بين اللغات الأوروبية التي ترجم القرآن إليها.