دعا وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة السعوديين لأن يكونوا واقعيين، استنادا إلى أن العالم أصبح متعدد الثقافات. وقال خلال افتتاحه أمس ندوة "المملكة والعالم رؤية استراتيجية للمستقبل.. التحديات الثقافية"، ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان الجنادرية السادس والعشرين وذلك بفندق ماريوت الرياض: "نحن في بلادنا عندنا تعددية ثقافية يجب أن نحترمها ويجب أن نضعها في الحسبان". وأضاف خوجة بعد أن توجه بالشكر الجزيل لراعي هذا الاحتفال الكبير السنوي - حسب قوله - خادم الحرمين الشريفين: سنستمع إلى نخبة من المثقفين والمثقفات في موضوع حيوي جداً يمس فعلا كيان المجتمع السعودي، هو التحديات الثقافية التي نواجهها الآن في هذا الزخم العالمي الكبير، وفي هذا الجو الذي نعيشه بعدما أصبح العالم أصغر من قرية كونية واحدة، وأقل من غرفة أصبحنا نحمل العالم بيدنا بالآي فون والآي باد، فالتلاحم الثقافي العالمي أصبح شيئاً واقعياً نعيشه يومياً، لم نصبح جزراً معزولة، الآن الحدث الثقافي أو الكتاب الثقافي أو الشعري أو الفكري أو أي شيء في أي مكان بالعالم يطبع أو يوزع من الممكن أن نطلع عليه في اللحظة نفسها. وتابع خوجة: كنا في الماضي ننتظر حين يأتينا الكتاب من مصر أو بيروت أو أي مكان آخر، ننتظر أحيانا شهوراً وأحيانا ندور على الأصدقاء نبحث عن كتاب يأتيهم, الآن العالم كله أصبح بين أيدينا والثقافة صارت فعلا متداخلة مع بعضها البعض. وتساءل خوجة: كيف نوازي هذه التحديات الثقافية بما لنا من إرث وما لنا من قيم وما لنا من رؤى معينة نحملها في ضمائرنا وفي حياتنا اليومية وفي قيمنا وفي تاريخنا وفي كتابنا.. حقيقة نحن نعيش الآن في عالم قريب جدا وصغير جدا. وقال خوجة: أنا لا أريد أن أدخل في هذا النقاش وإنما أترك ذلك لهؤلاء المفكرين والأدباء المشاركين، لكي نستمع منهم لأوراقهم التي يقدمونها، وأنا على ثقة كبيرة جداً بأننا سنستمتع وسنضيف إلى معلوماتنا الشيء الكثير. ثم بدأت الندوة التي أدارها محمد رضا نصر الله بورقة للدكتور عبدالله مناع استعرض فيها التاريخ الذي حملته الدولة السعودية وما قدره الله تعالى من أن لمّ شتات هذا الوطن على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله- وتتابع المسيرة من بعده لأبنائه, حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود الذي حمل العديد من الحراك على مختلف المستويات ودعوته - حفظه الله - إلى الحوار بين أتباع الأديان والإصلاحات التي عملها في جميع المجالات وفتح باب الابتعاث في العديد من دول العالم وإصلاح النظام القضائي ووعيه أن الشباب يمثل أكثر من نصف المجتمع واهتمامه بهذه الفئة. فيما استعرضت الدكتورة عزيزة المانع في ورقتها التحديات الثقافية التي تواجه المرأة وبعض الصعوبات التي تعترضها. من جانبه، أوضح الدكتور عبدالله البريدي أن تعطل وظائف الثقافة يؤدي إلى تعطل إنتاجها، مشيراً إلى أنه لا يوجد لدينا مشروع حضاري في البلدان العربية وأنه لابد من التعمق حتى تحقيق ذلك المشروع وأن التطبيق ينقص هذه العملية الحضارية. وأكد أن التحديات كبيرة وعلى المجتمع اصطياد معوقات العمل الحضاري , وتوطيد العلاقة بين الأكاديميين والعاميين. وشاركت الدكتورة هتون الفاسي بورقة حملت عنوان "التحديات الثقافية التي تواجه المرأة السعودية"، مشيرة إلى أن عمل المرأة من الجوانب المهمة وأنها قد تواجه تحديات في هذا الخصوص. وأكدت احترام الشريعة الإسلامية والدولة للمرأة وحقوقها, كما قدمت عرضا مرئيا لبعض المعوقات في مجال العمل لدى المرأة. فيما أشار خالد الفرم في ورقته إلى التحولات الجادة المستجدة في الإعلام الجديد والتأثيرات الاجتماعية، مبينا أن 50 % من الإعلام الرسمي العربي فقد جمهوره في بعض البلدان.