وقعت اشتباكات فجر أمس في الضواحي الشمالية للعاصمة اليمنية صنعاء بين فرقتين عسكريتين إحداهما تابعة لقوات الأمن المركزي التي يتولى قيادتها نجل شقيق الرئيس علي عبد الله صالح والثانية تتبع الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر الذي انشق عن الرئيس صالح قبل نحو شهر، وأعلن انضمامه للمحتجين الشباب. وأكدت مصادر مطلعة سقوط 5 قتلى وعدد من الجرحى. وتبادل طرفا الأزمة الاتهامات في التسبب في الاشتباكات. وقال مصدر مقرب من الفرقة إن جنود الفرقة متواجدون في هذه المنطقة منذ الحرب الأولى مع المتمردين الحوثيين عام 2004، خاصة أنها تربط العاصمة بمحافظتي عمران وصعدة. وفي مدينة عدن قتل شخصان وأصيب ما لا يقل عن ستة آخرين أمس في اشتباكات مسلحة شهدها عدد من مديريات المدينة بين الشباب المحتجين وقوات الأمن والجيش أثناء محاولة إنهاء حالة العصيان المدني التي دعا لتنفيذها شباب " ثورة 16 فبراير" يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع. وذكر شهود عيان من محافظة عدن أن قوات الأمن والجيش حاولت فتح الطرقات والشوارع الرئيسية التي أغلقها المحتجون بمديريات الشيخ عثمان والمنصورة والمعلا، وقامت بإطلاق النار عليهم مما دفع الشباب للرد على قوات الأمن والجيش من أسلحتهم الشخصية. وفي محافظة تعز ذكر مصدر أمني أن 8 من أفراد الأمن بالمحافظة أصيبوا بجراح مختلفة نتيجة لإطلاق قذيفة من قبل عناصر خارجة عن القانون، في إشارة إلى أنصار المعارضة. وبحسب المصدر الأمني فإن الهجوم استهدف طقماً عسكرياً كان متواجدا في النقطة الأمنية بشارع الخمسين بمدينة تعز بواسطة قذيفة أسفرت عن إصابة الجنود الثمانية. إلى ذلك أصدر الاتحاد الأوروبي أمس بياناً دعا فيه الرئيس صالح إلى "اتخاذ خطوات بدون تأخير" لنقل السلطة ودان سقوط قتلى وجرحى. كما أكد على "ضرورة إجراء تحقيق مستقل بشأن حوادث القتل التي وقعت بحق المتظاهرين في صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية"، وقال بيان مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي إن المجلس "يجدد التعبير عن قلقه إزاء الوضع المتدهور في اليمن، ويدين المجلس الموجة الجديدة من القمع والعنف ضد المتظاهرين سلميا ويشجب وبشدة فقدان المزيد من الأرواح. كما يشدد المجلس على وجوب معالجة الاحتجاجات بشكل سلمي ". من جهته دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال علي محمد مجور الجميع إلى "تحكيم العقل والحكمة في التعاطي مع الأحداث التي تشهدها اليمن بعيدا عن المصالح الحزبية والفئوية والتوافق على رؤية تجنب البلاد الفوضى والفتن". وحث مجور في كلمته بمناسبة افتتاح أعمال مؤتمر العدالة والديموقراطية واليمن الجديد الذي نظمه عدد من منظمات المجتمع المدني في صنعاء "جميع فئات المجتمع المدني وأطيافه على اتخاذ مواقف إيجابية"، معبراً عن ثقته بأن "الجهود الخيرة لجميع أبناء الوطن والمخلصين من أشقاء وأصدقاء ستؤتي أكلها بالخروج بالوطن إلى بر الأمان" .