أكد الرئيس السوري بشار الأسد " انفتاح بلاده على تجارب الدول الأخرى لإغناء مشاريع القوانين التي وضعتها الجهات المختصة فى مجال الإصلاح". وذكر بيان رئاسي سوري أن موقف الأسد عبر عنه خلال استقباله أمس لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي زار دمشق بشكل مفاجئ وسريع قادما من قطر والبحرين، والتقى إلى جانب الأسد نظيره السوري وليد المعلم. وأوضح البيان أن " الحديث دار خلال اللقاء حول الأحداث التي تشهدها سورية" لافتا إلى أن " داود اوغلو أكد دعم بلاده لجملة الإصلاحات التي بدأتها القيادة السورية، كما أكد استعداد تركيا لتقديم كل مساعدة ممكنة من خبرات وإمكانيات لتسريع هذه الإصلاحات بما يساهم فى ازدهار الشعب السوري وتعزيز أمنه واستقراره". وأشار البيان إلى أن " الأسد شدد على " انفتاح سورية للاستفادة من تجارب الدول الأخرى وخصوصا تركيا ، وذلك لإغناء مشاريع القوانين التي وضعتها الجهات المختصة في مجال الإصلاح". إلى ذلك، كشف وزير التربية السوري في حكومة تسيير الأعمال علي سعد أن " الوزارة درست الطلبات الواردة إليها المسجلة أصولا والمقدمة من قبل عدد من المدرسات والمعلمات المنقبات المنقولات من القطاع التربوي إلى جهات عامة أخرى اللواتي أكدن التزامهن بمتطلبات العمل التربوي، وبعد مذاكرة الجهات المعنية بالموضوع قررت إعادتهن إلى أماكن عملهن السابقة بعد الانفكاك من أماكن عملهن الحالية أصولا". وكان وزير التربية السوري قد أصدر في 29 /6 /2010 قرارا قضى بموجبه بنقل نحو 1200 مدرسة منقبة إلى وزارة الإدارة المحلية، وتحديدا إلى البلديات في إجراء يهدف إلى وقف نمو التيار الديني المتشدد في سورية، والحفاظ على العمل العلماني الممنهج، و قد تبعه في خطوات مماثلة وزارات أخرى. وأشار سعد ، إلى أن " الوزارة ستدرس أي طلب جديد تتقدم به أية معلمة أو مدرسة تؤكد التزامها بمتطلبات العمل التربوي وفق الآلية ذاتها". وكان العلامة الإسلامي السوري محمد سعيد رمضان البوطي قد أكد أن " الرئيس بشار الأسد استجاب لمطالب رجال الدين، وأنه، أي الأسد، سيتوجه للشعب بخطاب آخر وسينهي حكم الحزب الواحد". وأوضح البوطي " القيادة السورية استجابت لاقتراحات القيادات الدينية بمنح الحريات والإصلاح ومكافحة الفساد وإنهاء حكم الحزب الواحد" وعدد البوطي من بين هذه المطالب " إعادة كل المنقبات اللائي تم فصلهن من عملهن بسبب النقاب، ومرسوم تأسيس معهد الشام العالي للدراسات الشرعية وتعليمات بفتح قناة فضائية دينية "ترعى الإسلام الحق الذي لا يميل لا للشرق ولا للغرب" كما أشار البوطي إلى "دراسة أوضاع المهندسين والمهندسات الذين أبعدوا عن المحافظات". وقال إن " الرئيس الأسد أخبره أنه سيتوجه للسوريين بخطاب آخر، بعد أن بدا أن رسالة الإصلاح شابها غموض" وأفاد أن" المسألة ليست مسألة مشاريع مراسيم وإنما مراسيم تصدر، ولكن تنتظر أن تنفذها اللجان بسبب الاعتبارات القانونية". وأضاف أن " البلاد ستشهد انفتاح حريات كثيرة، ولاسيما حرية الإعلام ". ومن جانبه أكد رئيس حكومة تسيير الأعمال السورية محمد ناجي عطري أن " سورية قادرة على مواجهة كل أشكال التحديات وإسقاط المؤامرات الخارجية". وأوضح في كلمة ألقاها أمس في دمشق ، خلال افتتاح اجتماع المؤسسات والهيئات والصناديق العربية واجتماع وزراء المالية العرب، أن " سورية تشهد منذ أكثر من أسبوعين تجمعات لمواطنين تركزت في محافظتي (درعا جنوب البلاد) و(اللاذقية على الساحل) لتمتد بعد ذلك إلى محافظة ريف دمشق، تهتف بمطالب تتعلق بالحريات والإصلاح". وأضاف " وتجري خلال تلك التجمعات حوادث اعتداءات من قبل عناصر مسلحة بلباس مدني أدت إلى سقوط العشرات من القتلى من المواطنين وعناصر الأمن والشرطة ... وبحسب تصريحات المسؤولين السوريين، فإن هناك بعض الجهات (المندسة) التي تستغل خروج المواطنين السوريين للمطالبة ب (مطالب مشروعة) لتقوم بأعمال ترويع وقتل بهدف زعزعة استقرار وأمن سورية".