هل انتهى المونديال الجنوب إفريقي حتى قبل أن يبدأ؟... هذا يبدو سؤالاً منطقياً، وتبدو الإجابة عليه تحمل "نعم" كبيرة بالنظر إلى كم النجوم الذين سيغيبون عنه في قائمة مرصعة بلاعبين من طراز بالاك، بيكهام، بنزيمة، توتي، توني، فييرا. ويشعر عشاق المستديرة بالأسى لعدم تمكنهم من متابعة نجومهم، لكن كبار المدربين العالميين لا ينساقون وراء رغبات جماهيرهم، وإن كان بعضهم قلقاً كذلك بعد إصابات إجبارية أبعدت أهم أوراقه. إصابات قاصمة أحدث غياب قائد المنتخب الألماني مايكل بالاك (33 عاماً) صدمة في الشارع الألماني لإصابته بتمزق في الرباط الداخلي للركبة إثر التحام قوي من كيفن برنس بواتينج لاعب بورتسموث الإنجليزي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي. ولن يتمكن بالاك من بدء التدريبات قبل ثمانية أسابيع، حيث سيضع المفصل المصاب في جبيرة من الجبس لمدة أربعة أسابيع وبعد إزالتها سيضطر لارتداء حذاء خاص لمدة أسبوعين آخرين. وسادت مشاعر الحزن في صفوف المنتخب الغاني، بعد إعلان غياب نجمه مايكل إيسيان لعدم اكتمال شفائه من إصابته الأخيرة التي تعرض لها خلال مشاركته مع المنتخب في كأس الأمم الإفريقية في يناير الماضي. فيما سيتابع نجم المنتخب الإنجليزي ديفيد بيكهام الذي يلعب للوس أنجلوس جالاكسي المباريات في المدرجات لتشجيع زملائه. وأضيف غياب بيكهام إلى غياب بعض النجوم الأخرى أبرزهم بول سكولز (مانشستر يونايتد) وبريدج (مانشستر سيتي) اللذان رفضا المشاركة في المونديال بالرغم من رغبة كابيلو ضمهما إلى قائمة ال23، حيث لم يرد سكولز الخروج من عزلته الدولية التي دخلها عام 2004، أما بريدج فقرر البقاء في بريطانيا بسبب الفضيحة الجنسية التي ربطت عشيقته السابقة بزميله في المنتخب جون تيري. بدوره كان فان نستلروي من أفضل المهاجمين مع ناديه السابق ريال مدريد، لكن الإصابات المتكررة أبعدته عن الملاعب عدة أشهر قبل أن ينتقل إلى هامبورج الألماني، ولهذا لم ينل رضا مدرب هولندا بيرت فان مارفيك الذي قال "أعتقد أن رود جاهز بدنياً ولكن لم يعد لديه الوقت للعودة إلى مستواه السابق بعد الإصابة التى تعرض لها في الركبة.. أبلغته أننا تابعناه جيداً، وأننا معجبون بكفاحه وحرصه على المشاركة، لكنه لم يشارك لفترة طويلة، كان صعباً بالنسبة له أن يستعيد مستواه". تجاهل ويغيب خافيير زانيتي واستيبان كامبياسو وفرناندو جاجو عن القائمة التي أعلنها مدرب الأرجنتين دييجو مارادونا، الذي لم يلق بالاً إلى زانيتي وكامبياسو اللذين برزا بشدة مع إنتر ميلان الإيطالي، بطل دوري أبطال أوروبا مفضلاً عليهما لاعبين من الدوري المحلي. أما بالنسبة للفرنسي كريم بنزيمة (22 عاماً و27 مباراة دولية) فقد دفع ثمن انتقاله من ليون إلى ريال مدريد، حيث يكتفي بالجلوس على مقاعد الاحتياط في معظم مباريات النادي الملكي. وقال مدرب فرنسا "بنزيمة لديه الموهبة وسيعود للفريق.. مر بموسم صعب مع ريال مدريد ونحن بحاجة إلى لاعبين منتعشين ومتعطشين للانتصارات". وقد حاول الجميع التزام الهدوء حيال استبعاد كل من بنزيمة وفييرا رغم الدهشة من القرار، ووفقا لصحيفة "ليكيب" الفرنسية فإن بنزيمة حاول التظاهر أنه غير متأثر نفسياً خلال مشاركته فى مران ريال مدريد، ونقلت عنه قوله" أشعر بخيبة أمل لعدم دخولي قائمة كأس العالم ولكننى لست مكتئباً". ويأتي المنتخب البرازيلي حامل اللقب خمس مرات على رأس الفرق التى شهدت قوائهما مفاجآت بعد استبعاد الثلاثي رونالدينهو وألكسندر باتو وأدريانو من القائمة، ما أثار حملة ضارية ضد مدربه كارلوس دونجا. ورأى عشاق رونالدينيو على وجه التحديد أنه كان يستحق الانضمام للقائمة، وهم يعتقدون أن مزاجيته بدأت تزول ومستواه مع ميلان الإيطالي الموسم الحالي يكفل له الانضمام للكتيبة الصفراء بدلاً من جرافيتي. من جانبه خذل المدرب الإيطالي مارشيللو ليبي أنصار الأتزوري بعدما تجاهل المخضرم فرانشيسكو توتي من القائمة لتقدمه في السن (34 عاماً) وكذلك تجاهله زميله لوكا توني.