بيوت يذكر فيها اسم الله في محافظة الجموم "شمال العاصمة المقدسة" هجرت وأهملت، وحولت إلى مخازن للأعلاف ومكب للنفايات، وسط غياب لا مبرر له لأئمتها ومؤذنيها ظل مثار دهشة رئيس قسم الشؤون الفنية بإدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بالمحافظة الذي لم يجد أمامه إلا المطالبة بحل جذري ونهائي للمساجد والجوامع المهجورة، كاشفا عن 171 جامعا ومسجدا لم يتقدم إليها أحد ليؤم المصلين ويؤذن فيها للصلوات الخمس، وما غاب حال المساجد عن مصليها الذين توجهوا عبر "الوطن" لمناشدة الجهات المعنية بالتدخل لوضع حد للفوضى والعشوائية التي تعيشها عدد من مساجد المحافظة والقرى التابعة لها. غياب وإهمال يشير رئيس قسم الشؤون الفنية بإدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة الجموم والمراكز التابعة لها ومركز بحرة وحداء حسام بن لافي اللهيبي الذي رافق "الوطن" خلال جولتها الميدانية على عدد من تلك المساجد والجوامع ومنها مسجد "العقيلية" الذي يقع بجوار السد بقرية الريان التابعة لمحافظة الجموم ومسجد "الوزير" الذي يقع بقرية حداء التابعة لمركز بحرة، أن غياب وافتقار تلك المساجد والجوامع لمنسوبيها من أئمة ومؤذنين يثير الدهشة, لافتاً إلى أنه يوجد 173 إماما منهم 60 إماما على وظائف فئة (أ) و57 إماما على الفئة الوظيفية (ب) والعدد المتبقي على الفئة الوظيفية (ج)، و88 إماما على قائمة الانتظار بعد تجاوزهم للمقابلات الشخصية التي أجريت لهم من عام 1428 إضافة لوجود 215 مؤذنا ل48 جامعا و167 مسجدا. مساجد بلا أئمة وأوضح اللهيبي أن 171 جامعا ومسجدا لم يتقدم لوظائفها أحد وبدون أي إمام أو مؤذن وهذه الجوامع والمساجد تفتقد المتابعة والصيانة ولم يتم إدراجها ضمن العقود التشغيلية للمؤسسات والشركات المعنية بأمور نظافة وصيانة المساجد مثلها مثل بقية مساجد العاصمة المقدسة. وطالب اللهيبي عبر "الوطن" بضرورة وجود حل جذري ونهائي للمساجد والجوامع المهجورة، وضرورة إجراء أعمال الصيانة والترميم للمساجد والجوامع الرئيسية بمحافظة الجموم ومنها جامع الجموم الرئيس الذي يعاني من عيوب بنائية كبيرة وغياب تام للنظافة وعدم الاهتمام, مؤكدا حرص الدولة على العناية بالمساجد وتخصيص الأموال لتطويرها والعناية بها في كل المناطق. فوضى وعشوائية إلى ذلك, ناشد المواطن عبدالملك البركاتي أحد أهالي محافظة الجموم الجهات المعنية بالتدخل لوضع حد لهذه الفوضى والعشوائية التي تعيشها عدد من مساجد المحافظة والقرى التابعة لها ورفع الضرر الذي لحق بها والعمل على تهيئتها وعودتها لوضعها الطبيعي, مؤكدا أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف لن ترضى بتحول المساجد إلى مستودعات وأنها قادرة على حل المشكلة بأسرع وقت, خاصة أن لديها برامج لتأهيل المساجد والعناية بها. وأكد المواطن نايف عون أن غياب الرقابة أسهم في تردي الحال في عدد من مساجد وجوامع محافظة الجموم والقرى التابعة لها، مشيراً إلى أن يد العبث طالت بيوت الله, مؤكدا على ضرورة تبني وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف إرسال لجنة لتقصي الحقائق ومحاسبة المتسببين في إهمالها حتى باتت ملجأ للمخالفين والعمالة غير النظامية. وبين المواطن خليفة الحربي أن عددا من جوامع ومساجد محافظة الجموم والقرى الواقعة على طريقها المؤدي لمحافظة جدة مروراً بقرى وادي فاطمة ومركز حداء ومركز بحرة طالها العبث والهجران وبعضها مغلق الأبواب وبعضها غارق في التلفيات مع غياب الصيانة اللازمة عنها, موضحا أنه من المقلق أن تستمر بهذا الشكل غير اللائق وأن الحلول متاحة للجهات المسؤولة سواء في إعادة إعمارها مجددا أو هدمها حتى لا تتحول لأغراض لم تنشأ من أجلها. وأشار المواطن حريبان الجهني بأن غياب العناية ببيوت الله في بعض جوامع ومساجد محافظة الجموم أمر يخالف توجيهات ولاة الأمر الذين يؤكدون على العناية ببيوت الله، ويخصصون لها الموازنات المالية اللازمة، مطالباً الجهات ذات العلاقة ببذل جهودها لرفع الضرر عن تلك المساجد والجوامع وإعادتها لطبيعتها, خاصة أن المساجد في مختلف مناطق ومدن المملكة أصبحت تشهد تطورا كبيرا سواء في النواحي المعمارية أو الخدمية. تحفظ المسؤول من جهته اكتفى مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة مكةالمكرمة المكلف بكر مير في رده على أسئلة "الوطن" عن سوء النظافة بمساجد محافظة الجموم وتحول بعضها إلى مخازن للأعلاف بأنه جار الآن التعاقد مع مؤسسات متخصصة لصيانة ونظافة مساجد المحافظة, مبديا تحفظه في التعليق على الأسباب التي أدت لهجر مساجد الجموم وتحولها لمستودعات.