على كراس وأسرّة متحركة، وبأجساد أنهكتها الإعاقة، تحدّى 300 متسابق أمس، إعاقتهم الحركيّة والذهنيّة والسمعيّة والبصريّة وشاركوا في سباق "رواد الأمل" ابتهاجا بشفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعودته للوطن سالما معافى. وقال وكيل جامعة الملك سعود للشؤون التعليمية والأكاديمية الدكتور عبدالله السليمان في كلمته في الحفل الذي رعاه نيابة عن مدير الجامعة الدكتور عبدالله العثمان: إن هذه المناسبة التي يشارك فيها المئات من ذوي الاحتياجات الخاصة جاءت نتيجة للحب النابع من القلب لقائد التنمية خادم الحرمين الشريفين، وابتهاجا بعودته لأرض الوطن، وعرفانا بقراراته التاريخية التي عمّت بخيرها كافة فئات المجتمع في كافة المجالات. وأضاف أن حب الملك لشعبه يقابله الشعب حبا بحب ووفاء بوفاء، لافتا إلى أن رسالة الجامعة تنص على الريادة والشراكة المجتمعية لخدمة المجتمع السعودي، وهي تقوم بدورها على أكمل وجه، مما ساهم في حصولها على مراكز عالمية متقدمة في تصنيف الجامعات. وأشار إلى أن الجامعة تضم شريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة تحظى بالعديد من الخدمات لتأهيلهم وتزويدهم بالاحتياجات الضرورية التي تساعدهم على دراستهم وتواصلهم مع المجتمع، كما تقوم الجامعة بتدريبهم في العديد من المجالات وتتيح لهم العديد من الرياضات كالسباحة واللياقة وغيرهما مما يساهم في اندماجهم مع المجتمع ومشاركتهم لأنشطته المختلفة، إضافة إلى تدريب القائمين عليهم ليقدموا لهم الخدمة المطلوبة على أكمل وجه. وخاطب السليمان المتسابقين بقوله: إنكم بتحديكم للإعاقة ومشاركتكم للوطن احتفاله وابتهاجه بعودة خادم الحرمين الشريفين تؤكدون قوة الإرادة لديكم، فأنتم بالفعل "رواد الأمل" الذين تتطلعون لشق طريقكم بكل ثقة واقتدار نحو حياة كريمة سعيدة كغيركم من الطلاب من أبناء المجتمع. وبدأ السباق الذي يحمل اسم "رواد الأمل" وينظمه للعام الثاني مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بالجامعة، بعدد من الفقرات منها، السباق المفتوح حول مضمار الصالات الرياضية بالجامعة، والذي شارك فيه 300 متسابق بينهم معاقون على كراسيهم المتحركة من مختلف الأعمار منهم أطفال، عمر أصغرهم خمس سنوات ويدعى مشهور النصّار، فيما كان أكبرهم معاقا بشلل رباعي في الخمسينات من عمره يدعى هاجد السبيعي، حضر على سريره الأبيض وطلب من مرافقه أن يدفعه مع المتسابقين احتفالا بعودة الملك وتم تكريمهما كأصغر وأكبر متسابقين في نهاية الاحتفال. كما اشتمل الحفل على فقرات خطابية بدأت بالقرآن الكريم، تلته فقرات احتفالية منها النشيد الوطني ومسيرة لذوي الاحتياجات الخاصة، وأناشيد وطنية وفقرات ترفيهية لفرقة "فلّة" الترفيهية. وفي نهاية الحفل كرّم السليمان المتسابقين الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى من كل فئة، كما تم تكريم الجهات الإعلامية المشاركة. يذكر أن صحيفة "الوطن" ترعى إعلاميا أنشطة مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة الملك سعود وتقدّم لذوي الاحتياجات الخاصة طبعة خاصة بلغة برايل هي "الوطن برايل".