شن الدكتور عبد الله الغذامي هجوماً حاداً على من سماه المثقف الذي يدعي أنه طليعي وصاحب رسالة أو أنه المخلص، واصفا إياه بأنه واهم مدع، مبرراً ذلك بأن التاريخ لم يكتب لنا حتى الآن بأن المثقف هو من قاد التغيير، بل أكد لنا التاريخ بأن التغيير جاء من فئات أخرى كنا نستهين بها وهي ليست كذلك، مستشهداً بما شهده ميدان التحرير في القاهرة أخيرا. وخلال محاضرته مساء أول من أمس بعنوان "المشاكلة والاختلاف في تجربتي الثقافية" ضمن فعاليات مهرجان عنيزة الثقافي غلب الحماس أحد الحضور لما سمع من هجوم الغذامي على الليبرالية، ونفيه لوجودها في المشهد الثقافي السعودي، مشترطاً لها أن يجمع المثقف ما بين حرية التفكير وحرية التعبير ليكون ليبرالياً حقيقياً، وهذا ما لا يتأتى، كما يقول الغذامي، بالإضافة إلى ربطه في كثير من قضاياه وأطروحاته الثقافية خلال المحاضرة بالقصص والعبر القرآنية، وتسامحه لمن تطاول عليه أو وصفه ب (عبد الشيطان أو الكافر) حينما قال "أقول لمن قال ذلك سامحك الله حياً وميتاً" ليقف أحدهم معترفاً بأنه كان يظن في الغذامي غير ما سمع في تلك الليلة، مطلقاً لقب "الشيخ" على الغذامي بقوله "كما أنك دكتور ومفكر وناقد وأديب، يطيب لي أن أصفك بالشيخ أيضاً" متمنياً منه أن يخوض غمار الكتابة في العلوم القرآنية، ليرد عليه الغذامي " لعلك تقصد شيخاً في العمر، كما أنني أعرف حجمي أمام علوم القرآن، ولا أستطيع فعل ذلك".