أصدرت لجنة مِن الخبراء شكلتها منظمة الصحة العالمية لتقييم طريقة إدارة المنظمة لمرض أنفلونزا الخنازير "H1N1" تقريراً تضمن إدانة صريحة "لأخطاء كبيرة ارتكبتها المنظمة". وشكَّلت المنظمة لجنة الخبراء في بداية العام الحالي عقب انتقادات دولية اتهمت المنظمة بأنها وقعت تحت تأثير شركات الأدوية لإعلان أن المرض قد دخل مرحلة "الوباء"، وأنه "أول وباء في القرن الحالي". وقد أدى هذا الإعلان إلى إنتاج هائل للأدوية المُضادة للمرض الذي لم يسفر سوى عن وفاة 18,449 شخصا في 214 بلدا مُنذُ ظهوره في المكسيك في أبريل 2009. وقد اعترف التقرير بأنه لم يجد أي عُنصر يُشير إلى أنَّ مصلحة تجارية مُعيَّنة قد أثَّرت أو حاولت أن تؤثر على المعلومات الواردة إلى المنظمة أوعلى القرارات التي اتخذتها. لكنه انتقدَ غياب الإجراءات المتينة والمنهجية والشفافة في جمع المعلومات وإدارة الأزمة خاصة في صفوف الخبراء الذين تمت استشارتهم. وقالت اللجنة إنه في كل الأحوال أنجزت المنظمة عملاً جيداً خلال فترة المرض لكنها أظهرت قصوراً في عملها. ومِن بين أوجه القصورحسب اللجنة: عدم تقديم تعريف متماسك ومفهوم لخطورة المرض أو شدته، وقصور الخبراء في تبديد الالتباس المتعلق بتحديد معنى عبارة "الوباء". وقالت إنَّ المنظمة وصفت في واحدة مِن وثائقها "الوباء" بأنه يُسبِّب أعدادا هائلة مِن الوفيات والإصابات، في حين أنَّ التعريف الرسمي والوحيد للوباء يتعلق بسعة انتشار المرض. وقالت إن عدم الكشف عن أعضاء هيئة الطوارئ التي اتخذت القرارات الخاصة بالمرض يُمثل ثغرة أخرى في عمل المنظمة. وانتقدت أيضاً إخفاق المنظمة في إصدار توجيهات سريعة حول المرض في كافة لغاتها الرسمية، واقتصار التوجيهات الأولى على اللغتين الإنجليزية والفرنسية. وتصاعدت المخاوف الدولية من تحول هذا المرض إلى وباء عقب انتشاره في المكسيك وقتله لعشرات الأشخاص ثم انتقاله إلى الولاياتالمتحدة. وفيروسات إنفلونزا الخنازير تصيب في العادة الخنازير وليس البشر. وتحدث معظم حالات إصابة البشر حين يقع اتصال بين الناس وخنازير مصابة. ويمكن أن تصاب الخنازير بأنفلونزا البشر أو أنفلونزا الطيور. وعندما تصيب فيروسات أنفلونزا من أنواع مختلفة من الخنازير يمكن أن تختلط داخل الخنزير وتظهر فيروسات خليطة جديدة. كما يمكن أن تنقل الخنازير الفيروسات المحورة مرة أخرى إلى البشر ويمكن أن تنقل من شخص لآخر. ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الأنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات أنفلونزا ثم لمس الفم أو الأنف ومن خلال السعال والعطس. وعند أول ظهور لأنفلونزا الخنازير لم تكن هناك لقاحات متوفرة تحمي البشر من هذا الفيروس, ولم يكن يتوفر إلا لقاح الأنفلونزا الموسمية الذي قد يساعد في تقديم حماية جزئية ضد أنفلونزا الخنازير "إتش 3 إن 2"، لكن لا توجد تطعيمات لفيروسات إتش 1 إن 1". وفي يونيو 2009 وبعد إعلان منظمة الصحة العالمية أنفلونزا الخنازير وباء عالميا أعلنت مجموعة «نوفارتس» السويسرية للأدوية أنها أنتجت أول دفعة من لقاح ضد الفيروس.