قصفت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي صهاريج تخزين في ميناء السدر النفطي على بعد خمسة كيلومترات غرب رأس لانوف شرق ليبيا، وذلك خلال استهدافها مواقع المعارضة في المنطقة. وارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان الأسود فوق الميناء. وأبلغ عبدالسلام محمد وهو مقاتل في صفوف المعارضة أمس "كنا نقف هناك باتجاه السدر. كان قصفا عنيفا وعشوائيا علينا ثم أصاب صهاريج التخزين". من جهته أفاد شاهد العيان محمد عباس بأنه رأى مقاتلة تحلق فوق رأس لانوف، ونقل عن أحد المعارضين المسلحين قوله: إن غارة جوية وقعت. وسقطت القذائف على بعد 300 متر من موقع يسيطر عليه الثوار. ورد المقاتلون بإطلاق 20 قذيفة مضادة للدروع. وأكد أحد القياديين الميدانيين قال إنه العقيد مسعود محمد في ذلك الموقع أن نحو 200 من عناصر الثوار منتشرون في محيط الموقع. وأضاف "تقدمنا قليلا وأقمنا مواقع دفاعية عندما اضطررنا إلى التراجع بعد أن تقدمنا نحو بن جواد بسبب كثافة القصف". وأوضح أن قوات القذافي في بن جواد تحتل الجامع والمدرسة. وتحدث عن وقوع أربع غارات جوية قرب بن جواد أمس ما أدى إلى إصابة بعض الثوار بجروح. وأدى ذلك إلى فرض قيود على تحرك الصحفيين الذين أجبرهم الثوار على التراجع إلى الوراء نحو راس لانوف. وفي الزاوية قال أحد السكان، مقاتل بالمعارضة المسلحة: إن القوات الموالية للقذافي ضيقت الخناق على المعارضة وحاصرتهم بالدبابات والقناصة في الميدان الرئيسي. وقال مقاتل من المعارضة بالهاتف من داخل الزاوية وهي أقرب مدينة منشقة إلى العاصمة طرابلس "يمكننا رؤية الدبابات. الدبابات في كل مكان". وقال أحد السكان "إنهم يحاصرون الميدان بالقناصة والدبابات.. الوضع مخيف للغاية. هناك الكثير من القناصة". وحذر مقاتل يدعى إبراهيم من المعارضة من أن القوات الموالية للقذافي مسيطرة على الطريق الرئيسي والضواحي. وأضاف أن المعارضة مازالت مسيطرة على الميدان وأن قوات القذافي على بعد نحو 1500 متر. وأضاف أن قناصة من الجيش منتشرون فوق معظم المباني ويطلقون النار على من يجرؤ أن يترك منزله أيا كان. وقال "العديد من القتلى سقطوا ولم يتسن حتى دفنهم. الزاوية باتت مهجورة ولا أحد في الشوارع ولا حتى الحيوانات ولا طيور في السماء". وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الموقت للمعارضين حافظ خوجة في مؤتمر صحفي في بنغازي "سيكتمل نصرنا حينما نحصل على منطقة حظر الطيران. وإذا جرى أيضا تحرك لمنع القذافي من استئجار مرتزقة فإن نهايته ستأتي خلال ساعات". وشن القذافي هجوما عنيفا على وزير العدل السابق، المستشار مصطفى عبدالجليل الذي انشق عن نظامه وترأس المجلس الوطني الانتقالي. وقال القذافي في كلمة له خلال لقاء مع شباب قبيلة الزنتان بثه التلفزيون الليبي فجر أمس "بعض الناس من القوى الثورية كانوا يأتونني ناصحين ويقولون لي هذا خائن، هذا عميل، هذا عبد للسنوسية... أنصح المؤتمر الشعبي العام بتنحيته... أعتقد أن المؤتمر الشعبي العام كان سيقيله في مؤتمره المقبل". وشدد على أن "لا حل ألا بأن يخرج أبناء بنغازي" على الثوار، محذرا إياهم من أنهم في حال لم يفعلوا ذلك فإن "أبناءكم سيجندهم في أفغانستان... لا بد من تحرير بنغازي، الشعب من داخل بنغازي سيخرج".