أبدى مستشار خادم الحرمين الشريفين عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة رئيس مجلس أمناء جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، سروره بإعلان أسماء الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الرابعة التي تقام خلال هذا التجمع الثقافي والمعرفي، المتمثّل في معرض الرياض الدولي للكتاب، وبحضور النخب الفكرية، والثقافية والإعلامية المميزة، التي تراهن على جيلنا الصاعد، المتسلِّح بقيمه الحضارية والثقافية المنفتحة على الآخر بنضج ووعي. ونقل الأمير عبدالعزيز خلال رعايته حفل إعلان الفائزين بالجائزة مساء أمس، تحيات خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعميق تقديره للدور المبذول في إثراء حركة الترجمة وحوار الثقافات الإنسانية، حيث يولي، حفظه الله، عناية خاصة بهذه الجائزة العالمية وتطويرها، بوصفها أحد عناوين اهتمام المملكة العربية السعودية بالإبداع والمبدعين، لتبادل الآراء بين النتاجات الإنسانية العالمية وتلاقح الأفكار، وتأكيدًا للتعارف مع شعوب العالم، والتعاون على الخير في مجالاته المختلفة. وأكد الأمير عبدالعزيز أن نهوض حركة الترجمة العالمية أسهم بأدوار حضارية وإنسانية بالغة الأهمية في الثقافات والحضارات المتنوعة، وأثرت إبداعات المفكرين والباحثين والأدباء، وفتحت لهم مجالات واسعةً للانتشار والتأثير، وأقامت جسورًا حيةً وفهمًا متبادلاً بين حضارات وثقافات العالم قاطبةً. وأضاف "لعل انطلاق هذه الجائزة من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورعايته الكريمة، نحو ترسيخ الحوار الثقافي والحضاري بين الأمم والشعوب، بوصف الترجمة، وفهم الآخر، أساسًا للحوار الناجح والمثمر، يأتي تعبيرًا عن رؤيته الثاقبة والسديدة وتقديره الخاص لدور الترجمة ومكانتها في تعزيز التفاهم والحوار الإنساني، مضيفا أن الجائزة منذ انطلاقها قبل أربعة أعوام، تسعى حثيثًا لترسيخ ذلك، وتعزيز التقارب بين الثقافات من خلال تشجيع الترجمة بوصفها الناقل الأمين للأفكار والمفاهيم التي تلتقي عليها الثقافات المتنوعة". وأشار نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الدكتور عبدالكريم الزيد في كلمته إلى منظومة القيم النبيلة التي يرسِّخُها، ملكُ القلوبِ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال مبادراته الإنسانية والحضارية والثقافية المتنوعة، وهي القيم نفسها التي تعمل هذه الجائزة على تكريسها في الفضاء الإنسانيِّ والعالميِّ، ويأتي في طليعتِهَا تعزيزُ قيمِ الحوارِ والاعتدالِ والتسامحِ والتعايشِ الإنسانيِّ، استنادًا إلىَ هويةٍ إنسانيةٍ، صُلبةٍ، مؤطَّرةٍ بتفاعلٍ حضاريٍّ مستنيرٍ مع ثقافاتِ العالم كافة. وعدّ أمين عام جائزة خادم الحرمين الشريفين العلمية للترجمة الدكتور سعيد السعيد، الجائزة بأنها "نموذجاً" عبر ما تبرهن عليه الترجمات المعاصرة من الارتقاء المعرفي، والتجارب والإبداعات العلمية العالمية، بوصفها أداة نقل للعلم والمعرفة، وخاصة في ظل ثورة المخترعات والمكتشفات، ولغة التكنولوجيا العصرية التي تقود المعرفة العلمية، التي جعلت من عالمنا العربي في مقاعد التلقي. وشدد السعيد على ضرورة التحرك السريع عبر خطط استراتيجية سريعة التنفيذ لمواجهة المد المعرفي الهائل، نظراً لما يربط بين النهضة العلمية والترجمة، مشيراً إلى أن قدر الأمم يقاس بحجم ما تنتجه من المعرفة، مما يتطلب التركيز على ترجمة العلوم الإنسانية الاجتماعي منها والعلمي، ليتم تأسيس مرحلة علمية فكرية من الإبداع والمعرفة العصرية، إلى جانب بناء مجتمعات واعية باقتصاديات المعرفة. وعن واقع الترجمة في العالم العربي قال السعيد "الترجمة في العالم العربي متدنية، كما أنها لما تستجب لحركة هذه الصناعة من حولنا، لأسباب منها عدم الوعي التام بأهميتها وما تقدمه من نقل للمعرفة، وتدني مستوى الإنفاق على الترجمة، الذي استهل الحديث عنه السعيد من منظور الإنفاق المتدني على البحث العلمي، إلى جانب قلة مراكز البحث العلمي، التي تأتي بمثابة الكماليات، بالإضافة إلى عدم وجود جهود منظمة متكاتفة موحدة في العالم العربي مما يؤدي إلى ترجمات متكررة من قطر عربي إلى آخر نتيجة لعدم توحيد الترجمة". وأشاد السعيد بما تمثله جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة، من رؤية عالمية تؤكد أهمية وحاجتنا إلى هذه الصناعة، إلى جانب ما تعززه للمهتمين بهذه الحركة العلمية، مستعرضا ما قدمته الجائزة في سياق هذه الحركة منذ انطلاقتها في دورتها الأولى وحتى الدورة الرابعة 2010، وأن اللغة العربية قادرة على الإنتاج الذي لا بد أن تدعمه مراكز الترجمة، وإدارة نشاط ومجالات هذه الصناعة إلى جانب ما عرضه من أمثلة لأعمال مترجمة ونتائج لدراسات حول حركة الترجمة وواقعها في خارطة ترجمة الأبحاث والدراسات. من جانبه، أكد الدكتور فايز الشهري أن الترجمة حظيت في السنوات الأخيرة بدعم كريم من لدن قيادتنا الرشيدة، خصوصاً في هذا العهد التنموي والمعرفي الزاهر في ظل ما يبذله الملك عبدالله لدعم وتعزيز حركة هذه الصناعة. ومضى الشهري في كلمته مستعرضاً ما وصلت إليه الترجمة من ازدهار وتطور بعد ذلك، ممثلة فيما أصبحت تتمتع به الجامعات من أقسام خاصة باللغة الإنجليزية إلى جانب اللغات والترجمة، وما تعنى به الجامعات من تدريس لعدد من اللغات العالمية في أقسامها المختلفة.