قبل 13 عاما ومن خلال قاعة مجلس المنطقة في إمارة جازان، نشأت فكرة إنشاء جائزة جازان للتفوق، وتكوّن أول مجلس للإدارة، واجتمع أعضاء المجلس مرارًا في إمارة المنطقة وإدارة التعليم والنادي الأدبي وكلية المجتمع. وفي العام 1422 حظيت منطقة جازان بتعيين الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أميراً لها، فكان ذلك نقطة انطلاق فعلية للجائزة. وتوجت الجائزة بموافقة الأمير محمد بن ناصر على أن تحمل الجائزة اسمه، ليصبح اسمها الرسمي "جائزة الأمير محمد بن ناصر للتفوق"، وتم الإعلان عنها رسمياً في 20/5/1424. وتشتمل الجائزة على سبعة فروع هي: حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية، والتفوق الدراسي، والأداء المميز، والابتكارات العلمية، والمواهب الأدبية والفنية، والبحث العلمي، وحماية البيئة. واعتمد منح الجائزة عام 1424 لثلاثة فروع هي: حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية، والتفوق الدراسي، والأداء المميز. نهج الجائزة أكد أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر أن الاهتمام بالمتميزين والمتميزات من أبنائنا وبناتنا يظل واجبا علينا نتشرف بتأديته، كيف لا وخادم الحرمين الشريفين هو رائد ثقافة التكريم بدعمه للمبدعين والمخلصين من أبناء وبنات الوطن، وهو ما يعكس سياسته الحكيمة في بث روح التنافس الشريف بين المواطنين، وتحفيزهم لمواصلة الاجتهاد والعمل المخلص في بناء هذا الوطن العزيز والغالي. وأشار الأمير محمد بن ناصر إلى أن عمر هذه الجائزة سبعة أعوام حيث ولدت لتعترف بجهود المخلصين ولتقدر إبداع المبدعين، إيمانا بأهمية تكريم مثل هؤلاء الذين تألقوا فتألق وطنهم وارتقت بهم مجتمعاتهم. وأضاف أن الجائزة وبعد هذه الرحلة مع طموحات وآمال المتفوقين والمتميزين من أبناء هذه المنطقة التي عرف أهلها منذ القدم بشغفهم بالعلم والمعرفة وولعهم بالفن والجمال والإبداع تدرك عظم المسؤولية المناطة بها لمواكبة كل ذلك لتواصل مسيرتها باحتراف ومهنية وإعادة هيكلتها لتلبي طموحات أجيالنا المبدعة. ضيف الجائزة لعل ضيف الجائزة جاب حدود المنطقة شبرا شبرا، وسجدت جبهته مرارا فوق سفوح جبالها في حدها الجنوبي، كثيرا ما كان ضيف الجائزة يتردد بمعدل شبه يومي على منطقة جازان طوال بضعة أشهر، تصدى هو وأسود عبدالله بن عبدالعزيز كما وصفهم في خطاباته التي ألقاها أثناء تطهيره للحد الجنوبي للمتسللين المسلحين. لقد ارتبطت المنطقة مع ضيف الجائزة مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، ارتباط حب وولاء، فقد جاب مواقعها من جبل جحفان إلى جبال الداير ببني مالك، وصعد جبالها حتى وقف في قلعة التوحيد بجبل الدود، وسار حتى طهر حدها من المتسللين المسلحين، وعادت الجابري وما جاورها من الجبال والقرى آمنة بعدما حاول المتسللون زعزعة أمنها، ثم قبل جباه أبناء الشهداء في جازان مرارا عندما التقاهم ليبلغهم بأن الشهداء أحياء، وأن دماءهم قد عطرت أرض الوطن. وقال مساعد وزير الدفاع للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان: كلنا يدرك تاريخ منطقة جازان العلمي والثقافي ودورها الحضاري الفاعل منذ القدم في محيطها وهو محل فخرنا جميعا، فنحن نعرف الكثير من أبنائها الذين أبدعوا وتميزوا في العديد من المجالات والميادين العلمية المهمة وأفنوا عمرهم في خدمة وطنهم والمساهمة في بنائه والذود عن حياضه، ولعلي أنتهز هذه الفرصة لأعبر عما أكنه من إعجاب بهذه المنطقة وأبنائها ازداد مع زياراتي المتكررة لجازان أثناء الحرب على المتسللين والتي من الله فيها علينا بالتوفيق والسداد. وأكد الأمير خالد بن سلطان على أهمية هذه الجائزة وإلى جانب كونها محفزة لمن يستحقها على بذل المزيد في مختلف المجالات إلا أنها تتعدى ذلك بدراستها لقضايا المستقبل وإشكالات الواقع لتعميق الوعي بتلك القضايا بالدراسة والتمحيص. وأضاف أننا وفي ظل ما نعيشه من نهضة تنموية شاملة في ظل الدعم غير المحدود من مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين واهتمام ومتابعة سمو سيدي ولي العهد وسمو سيدي النائب الثاني حفظهم الله جميعا لفي أمس الحاجة لأن نواكب بتفانينا وإخلاصنا تطلعات قيادتنا الرشيدة لما فيه رقي هذا الوطن وإنسانه. المنافسة الشريفة من جهته، أشار أمين جائزة الأمير محمد بن ناصر الدكتور علي عريشي إلى أن اعتلاء سلم المنافسة الشريفة لإبراز جهود المبدعين من أبناء المنطقة لهو غاية وهدف هذه الجائزة التي واكبت مسيرة البناء وحركة الإبداع التي صاغها أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز. وأوضح العريشي أن أول داعم بجهده ووقته وماله لكل مبدع ومتفوق رام خير وعز هذا الوطن ومجتمعه هو أمير المنطقة الذي أراد لهذه الجائزة أن تشارك مجتمعها تكريم أفراده للدفع بهم صوب بذل المزيد من التألق لخدمة هذا الوطن ورقي إنسانه. وبين العريشي أن جائزة الأمير محمد بن ناصر تكمل عامها السابع وقد باتت علامة فارقة في تاريخ المنطقة الثقافي والحضاري ومطمحا لأولي الإبداع والتميز وللمخلصين في أداء واجباتهم الوطنية، مشيرا إلى حرص أمانة الجائزة على أن يشارك رجال هذا الوطن من وزراء ومفكرين وأدباء في تكريم الفائزين ومشاركتهم فرحتهم في احتفال بهيج. 17 فائزة نال عدد من الفتيات من طالبات الثانوية والكليات وكذلك من التربويات جائزة التفوق والتميز في جائزة الأمير محمد بن ناصر من مختلف محافظات المنطقة، وكذلك الإعلاميات واللواتي استطعن الفوز بالجائزة في جميع فروعها وتعد نسبة الفائزات في الجائزة الأعلى على مستوى السنوات الماضية، وذلك إيمانا بدور المرأة وأحقيتها في الفوز بالجائزة. وأوضح رئيس اللجنة الإعلامية بالجائزة موسى محرق أن أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر حرص كثيرا على مشاركة المرأة وأخذ حقها في الجائزة سواء كان في التميز أو التفوق وهي ما أولته أمانة الجائزة اهتمامها لمنح الجائزة للعنصر النسائي، واللواتي حققن فوزا بالجائزة من خلال فروعها، وبلغ عدد الفائزات 17 فائزة في مختلف الفروع.