ما زال آلاف النازحين هربا من أعمال العنف والفوضى في ليبيا يتدفقون إلى ميناء فاليتا، عاصمة جزيرة مالطا الصغيرة التي تحولت إلى مركز لإجلاء رعايا مختلف دول العالم. وفي وقت مبكر من صباح أمس، رست فرقاطة "اتش.إم.إس كمبرلند" التابعة للبحرية البريطانية وعلى متنها 207 أشخاص في ميناء بنغازي. وسافر الركاب في ظروف صعبة وسط بحر هائج. وقد أبحرت الفرقاطة الخميس الماضي واستغرقت رحلتها 35 ساعة لأنها اضطرات إلى خفض سرعتها بسبب تردي الأحوال الجوية. ونقلت وزارة الدفاع البريطانية عن مايك ويلسون (61 سنة) قوله "كنا في مجمع فخم في الصحراء وحاول مسلحون بأسلحة بيضاء نهبنا، وكان ذلك رهيبا، إنه لأمر محزن بالنسبة إلى ليبيا" مضيفا بينما بدا عليه التعب "كان الوضع خطيرا حقا وقد تنفسنا جميعا الصعداء عندما وصلت الإغاثة". وكان أغلبية ركاب الفرقاطة من البريطانيين مع مواطنين من أكثر من 20 بلدا ينتمون إلى الجالية المتعددة الجنسيات التي تعمل في ذلك البلد الذي يزخر بالنفط. وبعد ذلك وصل ألفا صيني تم إجلاؤهم أيضا من بنغازي إلى فاليتا على متن عبارة إيطالية تابعة لشركة غريمالدي حجزتها بكين. وتلقى الركاب تعليمات بالبقاء على متن الباخرة حتى تصل إلى مالطا الطائرات التي ستعيدهم إلى بلادهم. وقد أجلت ثلاث بواخر أرسلتها بكين سبعة آلاف صيني من ليبيا إلى جزيرة كريت اليونانية حيث عمليات الإجلاء متواصلة. ويبلغ عدد الصينيين العاملين في ليبيا 33 ألفا في قطاعات السكك الحديدية والنفط والاتصالات وقد أجلي بعضهم جوا مباشرة إلى بكين. ورست عبارة ماريا دولوريس الأميركية مساء أول من أمس في فاليتا قادمة من طرابلس وعلى متنها 300 شخص، بينهم ثلاثون دبلوماسيا أميركيا وعائلاتهم. وأعرب بعضهم عن "الارتياح" وكذلك عن "أسفهم لمغادرة ليبيا". وقال أحد الركاب إن "الرصاص كان يطلق في كل صوب" مؤكدا "رأيت مسلحين يطلقون النار على كل المباني بدون مبرر وكأنهم سكارى". ووصلت عبارة أخرى على متنها مئات الركاب ليلا وأكد موظف شركة تملك عبارات فيرتو أن "شركة خاصة لديها مصالح في ليبيا" هي التي استأجرت تلك العبارة. وأبحرت هذه السفن والعبارات مجددا أمس متوجهة إلى ليبيا لمواصلة عمليات الإجلاء بينما سيتم إجلاء مئات المواطنين الألمان الذين وصلوا بحرا إلى مالطا، إلى بلادهم.