أظهرت دراسة في المنطقة الشرقية أن غالبية المرضى في المنطقة لا يعلمون بوجود وثيقة رسمية تخصّ حقوق المرضى. وقالت الدراسة التي أجراها فريق بحث بقيادة الدكتور عقيل آل فردان إن 62% من المشمولين بالدراسة لا يعرفون أصلاً بوجود الوثيقة التي أصدرتها وزارة الصحة قبل 4 سنوات. وأوضحت نتائج الدراسة التي شملت 400 حالة أن 58.9% من المرضى يجهلون حقوقهم، على الرغم من كثرة مراجعاتهم للمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية. ويقابلهم 41.1% فقط من المراجعين لديهم معرفة بحقوق المرضى. ومن مفاجآت الدراسة تفوق المرأة على الرجل بفارق كبير من حيث الوعي والمعرفة بحقوق المرضى، إذ بلغت نسبة السيدات 52 % من عينات الدراسة، وهن يتمتعن بوعي واطلاع ومعرفة لحقوقهن، بينما لم تتجاوز النسبة بين الرجال 36 % فقط. ومن مفارقات الدراسة أن 20 % فقط من الذين يعانون من أمراض مزمنة لديهم وعي بحقوقهم، في حين ترتفع نسبة الوعي لدى الآخرين الذين لا يعانون من نفس الأمراض إلى 54 %. كما بينت أنه لدى 50.8% من المراجعين قناعة خاطئة بأن لهم الحق في اختيار العبارات التي يرونها مناسبة لتكتب في التقرير الطبي، فيما يعتقد خطأً 24.3% أن الموافقة الشفوية للإجراء الطبي كافية، وأن 40.1% من المراجعين يعتقدون أن مهمة الطبيب تتلخص في شرح المعلومات وليس تبسيطها لهم. وتتلخص أهم العوامل التي تحدد وعي المراجعين بحقوقهم، حسب ما خلصت إليه الدراسة، في المستوى الدراسي، والعمر، ومكان السكن، والحالة الاجتماعية للمراجع، إذ إن 53 % ممن هم في سن 30 إلى 45 سنة يتمتعون بالوعي مقابل 2% ممن هم فوق سن ال 60 سنة، فضلاً عن أن 58 % من خريجي الجامعات لديهم وعي كاف بالحقوق مقابل 25 % من الأميين، إلى جانب أن الوعي لدى سكان المدن يرتفع بنسبة 57 % مقابل 25 % لمن هم في الضواحي والقرى، في حين أن النسبة لدى المتزوجين بلغت 47 % مقابل 23 % لدى العزاب. وتؤكد الدراسة انتقاداتها لتدني مستوى الوعي بالحقوق على الرغم من صدور الوثيقة قبل إجراء البحث بأكثر من ثلاث سنوات، بالإضافة إلى التزامن غير المقصود مع برنامج علاقات المرضى المدشن من قبل وزارة الصحة الذي يلزم رب الأسرة بالتوقيع بعلمه بحقوقه وواجباته كمريض، وكذلك بالرغم من الرغبة الواسعة للمعرفة في هذا الجانب لدى الكثير من الجمهور، فضلاً عن انعكاس تطبيق الممارسة الحالية للعاملين في المجال الصحي على أنه الصواب في أذهان المراجعين، وهذا ما يستدعي إظهار وثيقة حقوق المرضى بصورة أوضح. وأكد قائد فريق البحث الدكتور عقيل آل فردان أن الغالبية العظمى من مراجعي المستشفيات والمراكز الصحية ممن أجريت لهم عمليات جراحية يجهلون اسم العملية أو نوعها، أو تشخيصها في بعض الأحيان، على الرغم من أن الإجراء المتبع قبل العملية هو أخذ الموافقة بالعلم بذلك مع شرح الإجراءات ومضاعفاتها وإيضاح الخيارات للمريض. من جانب آخر كشفت الدراسة أيضاً عن ارتفاع نسبة مرضى السكر في العينة المستهدفة، إذ تبين أن المصابين بالسكر ممن هم فوق سن الثلاثين عاما يشكلون ما نسبته 18.8% من المصابين في الأعمار الأخرى، وهي نسبة مرتفعة بالمقارنة مع الدراسات السابقة.