قلل الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية من تداعيات أزمة اليونان واليورو على مسيرة عمل الاتحاد النقدي الخليجي . وقال العطية أول من أمس في تصريحات صحفية خلال حفل بمناسبة مرور 29 عاما على تأسيس المجلس، بحضور نائب أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز، إن أزمة اليونان واليورو أعطت فرصة للمجلس للتأمل ودراسة الأزمة للاستفادة منها في إطار ما يتحقق على صعيد العمل في المجلس النقدي وكل ما يتصل في تهيئة إصدار العملة. وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح قد قال خلال اختتام اجتماع وزراء الخارجية الأحد الماضي في جدة "إن الاستمرار في المشروع (الوحدة النقدية الخليجية) من دون دراسة تداعيات الأزمة في أوروبا سيكون تصرفا غير مسؤول"، نافيا في الوقت نفسه تأجيل المشروع. وأكد العطية وجود الكثير من الإنجازات لا سيما الاقتصادية إذ تحقق الكثير، إلا أنه لا يزال بعض المعوقات التي تعترض العمل الاقتصادي، مشيرا إلى أن هناك توجيهات من قادة المجلس خلال قمة التشاور الأخير بإنهاء كافة ما يعيق مسيرة العمل الاقتصادي وخاصة فيما يتعلق بالاتحاد النقدي. وقال العطية "قبل عامين كنت غير متفائل من بطء التنفيذ، إلا أن معظم قرارات القمم الصادرة على مدى ثلاث عقود قد تحقق منها الآن الكثير". وفي المجال الاقتصادي، أشار العطية إلى أن دول المجلس عملت على تطبيق بنود الاتحاد الجمركي الذي أقامته في مطلع يناير 2003 مما كان له الأثر الكبير في زيادة معدلات التجارة البينية بمعدل نمو سنوي بلغ 27% خلال السنوات الست الماضية التي تلت قيام الاتحاد، مقارنة بمعدل نمو سنوي بلغ 4,6% خلال السنوات العشر السابقة لقيام الاتحاد، مبينا أن تلك الزيادة فاقت توقعاتنا في الأمانة العامة. وأوضح العطية أن الإعلان في قمة الدوحة 2007، عن قيام السوق الخليجية المشتركة بمساراتها العشرة، جاء بهدف تعميق المواطنة الاقتصادية بين دول المجلس ، ووضعها في إطار تشريعي شامل، بما يحقق المساواة في التنقل والإقامة والعمل والتملك ومزاولة الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية والخدمية، ومعاملة مواطني دول المجلس في كافة المجالات الاقتصادية، في أي دولة عضو، ومعاملة مواطنيها دون تفريق أو تمييز. ولفت العطية إلى أن المجلس اعتمد في قمة الكويت الأخيرة استكمال الدراسات الخاصة بمشروع سكة حديد دول مجلس التعاون، وإنشاء هيئة خليجية للإشراف على تنفيذ المشروع، ووجّه لجنة وزراء النقل والمواصلات بتكثيف الجهود لإنجاز المشروع، مبينا في الوقت نفسه أن دول المجلس سارعت بالتحرك جماعياً والتنسيق فيما بينها لتدارك تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية من خلال تداول المجلس الأعلى في قمة الكويت الآثار الناجمة عن الأزمة والإعراب عن ثقته بمتانة الاقتصاد الخليجي.