سفر وعناء، ومسافات تبدأ مع نهاية كل شهر ولا تجد من يضع لها نهاية تسر أهالي قرية السويرقية التابعة لمنطقة المدينةالمنورة (180 كلم جنوبالمدينةالمنورة) الذين يقطعون 140 كليومترا شهريا لصرف رواتبهم ومستحقات الضمان الاجتماعي عن طريق أجهزة الصراف الآلي بمحافظة مهد الذهب، وما زالوا ينتظرون وضع ماكينات صراف آلي في هذه القرية التي تجاوز عدد سكانها 11 ألف نسمة. أحد سكان القرية، المواطن محمد نور العزيزي قال ل"الوطن" إن مركز السويرقية الذي يتبع إدارياً لمحافظة مهد الذهب يرتبط به العديد من القرى والهجر إداريا وصحيا، ويبلغ عدد سكان القرية 11 ألف نسمة, مشيرا إلى أنه بالرغم من وجود أجهزة حكومية هامة كالبلدية والمحكمة العامة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات ومركز صحي ومركز للشرطة وإمارة المركز وأكثر من 15 مدرسة للبنين وللبنات، إلاّ أن السكان يعانون من بعد المسافة التي يتكبدونها من أجل الذهاب إلى الصراف الآلي لاستلام مستحقاتهم، من الموظفين والمتقاعدين ومستفيدي الضمان الاجتماعي. ويشير المواطن محمد سرور العتيبي إلى أن مركز السويرقية يعتبر أكبر مركز تابع لمحافظة المهد، ويضطر بعض الأهالي إلى السفر لمحافظة المهد في أول الشهر لاستلام مستحقاتهم من الضمان الاجتماعي، وفي منتصف الشهر لاستلام رواتب المتقاعدين، وفي آخر الشهر يسافر الموظفون والموظفات مسافة 140 كيلو مترا من وإلى محافظة مهد الذهب لصرف رواتبهم معرضين أنفسهم للخطر بسبب انتشار الإبل السائبة. وأضاف المواطن أحمد نافع الحربي أن مركز السويرقية يحتاج إلى فرع لأحد المصارف ينهي معاناتهم. ويؤكد المواطن أحمد المندهة أن عدد الموظفين في السويرقية يتجاوز 500 موظف وموظفة يتبعون لإدارات حكومية مختلفة، إضافة إلى التطور في شبكة الطرق الذي جعل من السويرقية طريقا للربط بين عدد من المدن المختلفة للقادمين من الرياض والقصيم وعفيف والطائف والمتجهين إلى المدينةالمنورة ومكة المكرمةوجدة، مشيرا إلى أن الصراف الآلي سيخدم أهالي السويرقية والمسافرين. وقال المواطن أحمد محمد المطيري إن الأهالي رفعوا عددا من البرقيات والفاكسات إلى إدارة أحد المصارف، يطالبونها بافتتاح فرع للمصرف، ولكن المصرف اكتفى بشكرهم على هذه الاقتراحات دون اتخاذ أي إجراء، مشيراً إلى أن الشركة المعنية بنقل الأموال وتغذية الصرافات الموجودة بمحافظة المهد تمر بشكل شبه يومي عبر طريق السويرقية.