ما إن تذهب إلى شاطئ الحريضة التابع لمحافظة رجال ألمع والواقع على ساحل عسير البحري إلا وتستقبلك الروائح الكريهة للنفايات المتناثرة على جنبات الشاطئ، التي غيبت نسيم البحر وأعاقت الجلوس والاستمتاع بأجواء البحر العليلة. وتساءل عدد من المتنزهين والمواطنين عن سر إهمال أمانة منطقة عسير للشاطئ وعدم الاهتمام به، وكأن الموقع خصص لرمي النفايات والمخلفات، فلا نظافة متجددة ولا خدمات متكاملة يستطيع من خلالها المتنزه أن ينعم بجلسة على جنبات الشاطئ. وأكد عدد من المواطنين التقت بهم "الوطن"، أنهم يقصدون الشاطئ هرباً من الأجواء الباردة وأن زيارتهم له متكررة كونه المتنفس الوحيد لهم ولأسرهم، إلا أن خدماته المعدومة جعلت فرحة الاستمتاع به أمراً مستحيلاً. واستغرب المواطن عبدالرحمن القحطاني، من عدم اكتراث المسؤولين في بلدية رجال ألمع بالاعتناء بهذا الشاطئ رغم ما يحمله من مقومات تساعده على أن يكون مقصداً سياحياً هاماً لمنطقة عسير. وقال إن الشاطئ لا توجد به أي خدمات تذكر ولم يُنظر إليه منذ سنين رغم توافد عدد كبير من المتنزهين من منطقة عسير عليه، وأن حالته تزداد سوءا مع مرور الأيام. وأشار موسى عسيري إلى أنه يقصد شاطئ الحريضة كل خميس قادماً من محافظة محايل عسير وذلك للاستمتاع بالأجواء الجميلة في مركز الحريضة إلا أن افتقار الشاطئ لخدمات النظافة وتسوية الشارع المؤدي إليه قتل فرحة الاستمتاع به. وأضاف أن المقبرة المحاذية للشاطئ أصبحت مأوى للحيوانات الضالة بعد تهدم أسوارها جراء السيول حيث إن مصيرها لا يختلف عن مصير الشاطئ فقد تركت هي الأخرى بلا تسوير ولا اهتمام. وبين المواطن حسين مخلوطي، أنه من مركز الحريضة ولكنه لم يفكر يوما في الذهاب إلى شاطئها لعلمه بأن كل ما يجده فيه هو الروائح الكريهة من الأوساخ المتراكمة عليه وكذلك الإهمال الذي يعيشه، مشيرا إلى أنه يفضل الذهاب إلى شاطئ الشقيق الذي يبعد عنه 30 كيلو مترا بدلاً من شاطئ الحريضة الذي لا يبعد سوى 2 كيلو عن مقر سكنه. من جهته، أوضح أمين منطقة عسير حمدان بن فارس العصيمي، أنه تم توقيع عقد دراسة تخطيطية لساحل عسير بالكامل وعقد خاص لدراسة تفصيلية لشاطئ الحريضة مع أحد المكاتب الهندسية، وسوف يتم التنفيذ حال الانتهاء من الدراسة على مراحل. وأشار العصيمي إلى أن اعتماد بلدية الساحل في موازنة عام 1432-1433 سيسهم في الارتقاء بخدمات شاطئ الحريضة البحري وتطوره.