قدر المملكة العربية السعودية، أنها خط دفاع مباشر، يواجه أعداء الأمة العربية والإسلامية، وهذا ديدنها منذ النشأة حتى وقتنا الراهن. فهي دائما ثابتة كالطود أمام كل محاولات العبث بأمن المنطقة العربية، وتُسخّر ثقلها الديني، والسياسي والاقتصادي لخدمة قضايا العرب بشكل خاص، والسلم الدولي بشكل عام، وصفحات تاريخنا العريق خير شاهد على تصدي بلادنا لكثير من المؤامرات التي تحاك لنا، ولجيراننا العرب، ويدرك العارفون بفنون السياسة أن هذا الفعل مكلف جدا على كل المستويات. فتارة يتطلب الأمر دعما اقتصاديا، وتارة أخرى موقفا سياسيا حازما، وأحيانا تدخلا عسكريا، كما حدث في اليمن. هكذا هي السعودية، لهذا من يتأمل في واطن الأمور لا يستغرب سهام الإعلام المسمومة التي تمطرنا ليل نهار بأطروحات، وتأويلات، وأخبار واهية، ما أنزل الله بها من سلطان. وحقيقةً، نتفهم موقف الإعلام غير الناطق بلغتنا، والذي في الأصل ينتمي إلى كيانات لا تريد لنا الخير، لكننا نستغرب ونستنكر حينما يصدر التشنيع من إعلامي عربي من بني جلدتنا، وبثّه يصل إلينا عبر منصة عربية. وأول تساؤل يعنّ على ذهن أحدنا في كل مرة يصل إلى سمعه ما يدور في وسائل الإعلام تلك هو: لمصلحة من يعمل هؤلاء؟! بلا شك، ثمة ما يدعو إلى الحيرة، فقد أفرزت المتغيرات، والتجاذبات السياسية، أفرادا يعينون عدو الأمة، وينطقون بلسانه!. وإلا، فكيف يسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى النيل من بلاد الحرمين التي تعد قوة روحية ومعنوية ومادية للعرب والمسلمين في شتى بقاع الأرض؟ وينتهزون كل حادثة، وكل إشاعة لتوجيه جام غضبهم على السعودية؟ وليتهم يختارون خبرا موثوقا، وينتقدون بأي أسلوب، المعضلة أنهم يأتون بأوهام وأكاذيب ملفقة، ويطرحونها، ويناقشونها، ويستضيفون لها من يلقي الضوء عليها باعتبارها حقائق وقعت. على أي حال، مواقف مملكتنا -قيادة وشعبا- ثابتة، ولها جذور أوثق وأبعد، من جذور هؤلاء الذين يبيعون ضمائرهم، ومصير أمتهم من أجل حفنة من الدولارات.