راقبت السلطة الفلسطينية وحركة حماس والحكومة الإسرائيلية عن كثب الوضع في مصر دون الإدلاء بأية تصريحات علنية بشأن ما يجري. ولكل من الأطراف الثلاثة اهتمامات خاصة بما يجري في مصر. فمن ناحية السلطة الفلسطينية فإن لمصر دورا بارزا في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية وما تقوم به على صعيد المصالحة الفلسطينية الداخلية. وإن كانت مصر تقوم بدور الوساطة بين فتح وحماس، فإن لحماس ملفا آخر تديره مصر فعليا وهو الوساطة في ملف تبادل الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت بأسرى في السجون الإسرائيلية فضلا عن الحدود المشتركة بين قطاع غزة ومصر. ومع ذلك أفادت مصادر في غزة بأن الحكومة المقالة كثفت من تواجدها على الحدود بين مصر وغزة إثر تفجر المواجهات بين البدو في سيناء وبين قوات الشرطة المصرية. وأبدت مصادر إسرائيلية خشيتها من أن ما يجري في مصر سيشجع على تهريب السلاح عبر الحدود. ولإسرائيل اهتمام خاص بما يجري في مصر بسبب دورها في عملية السلام، إضافة إلى عدد من الملفات الأخرى التي تمسك بخيوطها، لكن أي موقف رسمي لم يصدر باستثناء إشارة مصادر إسرائيلية إلى خشيتها من تبعات التطورات في مصر. فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزارة الخارجية أعلنا أنهما يراقبان عن كثب الوضع في مصر، حيث أشارت وزارة الخارجية إلى أنها تجري تقييما كل عدة ساعات للوضع في مصر وأن وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان يجري مشاورات مكثفة مع السفير الإسرائيلي في مصر إسحاق ليفانون حول التطورات. كما أصدر مكتب رئيس الوزراء تعليمات صارمة إلى جميع الوزراء بعدم الإدلاء بأي مواقف سياسية تجاه ما يجري في مصر. ونصحت الخارجية الإسرائيلية المواطنين بالامتناع عن التوجه إلى مصر لأغراض غير ملحة، كما نصحت كل من يتواجد في مصر بالتحلي بحذر وعدم الاقتراب من الأماكن التي تشهد مظاهرات. وأعرب مسؤول إسرائيلي أمس عن قلقه من خطر الإطاحة بنظام مبارك. وقال "الأكثر إثارة للقلق هو الأجواء الملتبسة التي تسود البلد الأكثر نفوذا في الشرق الأوسط". وفي القاهرة، بدأت السفارة الإسرائيلية في مصر أمس اتخاذ إجراءات بمطار القاهرة الدولي لترحيل العشرات من أسر العاملين فيها إلى تل أبيب، خشية تداعيات الأوضاع في مصر. وقالت مصادر مسؤولة بالمطار "نظمت شركة العال الإسرائيلية رحلة إضافيّة بين القاهرة وتل أبيب لنقل أكثر من 200 إسرائيلي، بينهم العشرات من العاملين فيها وأسرهم وعدد من السائحين المتواجدين في القاهرة".