مع برودة طقس الشتاء تبرز هواية «التخييم» و«المكشات» كظاهرة سنوية يمارسها كثيرون في متنزهات العاصمة الرياض، ومن بينها متنزهات الثمامة البرية شمال شرق العاصمة، حيث تنتشر آلاف الخيم على امتداد البصر، يطلب أصحابها مبالغ فلكية لتأجيرها تصل إلى 2700 ريال في اليوم الواحد. مخيمات وسط الرمال تبدو هذه المخيمات وسط صحراء قاحلة وتحيط بها رمال متحركة يرى البعض أنها تخلو من مقومات «الترفيه» ويطالبون بتطويرها وتشجيرها، لكنها تبدو لآخرين مكاناً مناسباً للهروب من ضوضاء المدينة وازدحامها ويقضون فيها ساعات طويلة للسمر وشبة النار. «الوطن» زارت مخيمات الثمامة بالرياض التي بدأ نشاطها قبل أسبوعين مع برودة الطقس وهطول الأمطار، مما ساهم في ارتفاع أسعارها بشكل جنوني تجاوز 2700 ريال في يومي الخميس والجمعة، وتنخفض الأسعار إلى 1000 ريال في أيام وسط الأسبوع، فيما يقوم البعض بتأجيرها بمبلغ 100 ريال للساعة الواحدة. التصميم والمحتويات يعد جميع المخيمات صورة طبق الأصل من بعضها من ناحية التصميم والمحتويات التي توفرها لمرتاديها، حيث تتجاور على شكل مربعات تفصلها حواجز قماشية كنوع من الخصوصية لمرتاديها، فيما تضم خيماً وجلسات خارجية ودورات مياه، ويتم فرشها بقطع من السجاد التراثي، وعلى المستأجر توفير كل ما يحتاجه من مستلزمات للطبخ والقهوة وشبة النار، وتحرص جميع المخيمات على توفير تلفزيون مجهز بالقنوات الفضائية الرياضية لجذب الشباب، إليها حيث يشترطون وجود تلفاز لعرض المباريات، فيما تحاول بعض المخيمات أن تضفي طابعاً عائلياً على نشاطها فتوفر ألعاب أطفال ودراجات نارية لتأجيرها على مرتاديها. ونظراً لغياب الخدمات في المكان حاول مستثمرون استغلال الوضع وقاموا بتصميم كشكات صغيرة على شكل محلات تموينات وسط المخيمات، فيما يقوم آخرون بتسيير شاحنات صغيرة لبيع الحطب والمياه وبعض مستلزمات التخييم. غلاء الأسعار تواصلت «الوطن» مع عدد من ملاك هذه المخيمات وسألناهم عن الأسعار وما إذا كانوا يبالغون فيها، فذكروا أنهم يوفرون مخيمات كبيرة تزيد مساحتها عن 2000 متر مربع، وتضم بيوتا وخياما تراثية كبيرة وألعاب أطفال وتلفزيونات وأجهزة عرض وملاعب لكرة الطائرة، وبالتالي تقضي فيها الأسر أوقاتاً جميلة للاستمتاع بأجواء البراري بعيداً عن صخب المدينة. وأكد المواطن عبدالعزيز العمري أنه صدم بالأسعار التي يطلبها ملاك هذه المخيمات، حيث لا يقل السعر عن 1500 ريال للقسم الواحد خلال عطلة نهاية الأسبوع، وكان يتوقع الكثير من الخدمات التي توفرها المخيمات حين تطلب هذا السعر المرتفع، لكنه حين الدخول إليها تُفاجأ بمخيمات بدائية لا تتوفر فيها مقومات التنزه، مطالباً الجهات المعنية بتنظيم هذا النشاط وتحديد سقف أعلى للأسعار بدلاً من الوضع الحالي الذي ربما يتحكم فيه عمالة وافدة يتخفّون خلف أصحاب العمل، حيث وجد أن جميع القائمين على المخيمات هم عمالة وافدة ومن 3 جنسيات فقط، هم المتحكمون في إدارتها وحراستها والإشراف عليها. فيما ذهب مهتمون بالبيئة إلى أهمية إلزام ملاك المخيمات بتشجير مواقعهم بأشجار صحراوية معمرة لتعطي غطاء نباتيا لهذه المتنزهات وتساهم في الحفاظ على التنوع البيئي بدلاً من الصحراء القاحلة التي تبدو فيها هذه المتنزهات. 2000 متر مربع مساحة المخيم 100 ريال للساعة الواحدة لبعض المخيمات 1000 ريال الأسعار في وسط الأسبوع 3 جنسيات من الوافدين تتحكم في إدارة وحراسة المخيمات هواية التخييم والمكشات ظاهرة سنوية