كثيرا ما نتحدث خارج أوقات العمل عن ذلك العالم الذي نريد الوصول إليه، ونتمنى أن تندفع العجلة نحوه، ثُم نلقي اللوم على أنفسنا عامة، وعلى بيئتنا خاصة، في عدم القدرة على ذلك. ولا شك أن تحرير العقل والابتعاد عن البيئة السلبية التي تستنزف الطاقة الإيجابية، وتثبط الهمة، وتحول بينك وبين الوصول إلى أهدافك، من أهم مبادئ الإبداع في إدارة الذات. فالفرد الواعي لا يتفاعل مع البيئة السلبية، ومجرد التفاعل مع تلك البيئة تجعلك أسيرا لأفكارها. كل شخص بداخله إنسان مبدع، وهذا الإبداع ليس حكرا على الوجود في بيئة معينة، ويختلف هذا الإبداع بيننا حسب مستوى التفكير والإدراك، ولا شك أن العقل الباطن هو القائد الخفي للذات والثقة بالنفس وتأهيل الذات، لصُنع الأحلام بجعل العقل الواعي يزرع في العقل الباطن كل الآمال، فهي السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف، فكل ما تزرعه اليوم في عقلك الباطن ستجنيه غدا في حياتك، والبقاء في وحل القناعات الخاطئة هو وقوف عن سير عجلة الزمن، والنجاح في تغيير العادات الخاطئة والأفكار السلبية يستوجب أولا تغيير القناعات وتجديدها، ولا شك أن ذلك من أوجه النضج الفكري للإنسان، والعقل السليم يفرض التغيير ويرفض التمسك والثبات. والخطوة الأولى لطريق النجاح هي: عدم قياس قيمتك الذاتية بناء على نظرة الآخرين. والخطوة الثانية: هي أن تثق بأنه في كُل يوم ستواجه إنسانا سلبيا، مُحبطا فتصبح أمام خيارين: إما أن تجعله يستنزف طاقتك الإيجابية بالاستماع لهُ، أو تبتعد عنه وتؤمن بأن نجاحك لا يقتصر على البقاء في بيئة معينة. والخطوة الثالثة: أن تُؤمن بأن الروتين ليس أمرا سلبيا، فمعظم النجاحات والإنجازات العظيمة التي حُققت كانت عند الالتزام بروتين حازم بعد تحديد الأهداف. والخطوة الرابعة والأخيرة: هي أن تعتقد بأنهُ لا أحد سيصنعك أو يُكملك، فأنت وحدك من يصنع لنفسه الإبداع والنجاح، وذلك عندما تُدير ذاتك بالشكل الصحيح.