قدمت الفنانة التشكيلية اللبنانية فاطمة الحاج 30 عملا فنيا، في معرضها الشخصي "رياض الروح" الذي افتتح في الكويت، بصالة "فا جاليري" الأسبوع الماضي، ويستمر حتى الخامس من فبراير المقبل، برز فيها تربع المرأة على عرش الموسيقى وهي تعزف على آلة وترية تشبه في شكلها رحم الأمومة، أمومة الأرض لأبنائها البشر، وأمومة الأم لأطفالها الأبرياء. فاطمة الحاج الحاصلة على دبلوم دراسات عليا من الجامعة اللبنانية في الرسم والتصوير قالت ل"الوطن" إننا نحتاج إلى الوقت ليتقبل المتلقي الحالة البصرية المجسّدة على اللوحة الفنية، متخوفة من تحول حالة الاقتناء في المعارض الفنية إلى موضة، مضيفةً "إنني ابنة قرية وشاهدة على ولادة وتجدد الطبيعة الدائم، مما ساهم في إيجاد حالة في اللوحة من خلال عدة أجزاء كالإنسان، ووجود الألوان الحارة في أعمالي يعود إلى طبيعة لبنان، و"الزهور الصفراء" هو رمز لشقائق النعمان". وتشيد الحاج بالتجارب التي يقدمها العرب في عدة مجالات كالغناء والهندسة المعمارية، وتشبه أعمالها بالفنانة "أم كلثوم" التي أعادت جمالية الكلمة والنغم إلى الجملة المغناة، وتشبه دراساتها الفنية في أعمالها بالفنانة فيروز. يقول الكاتب عبدالرزاق القادري عن أعمال الفنانة الحاج إنها تفتح نوافذ كثيرة على عوالم بصرية تشكيلية فيها من الحالات العاطفية ما يغري ويشوق لاكتشافها عوالم أشبه بحافلة لونية تتجه بسرعة نحو محطة انتظار ركابها منكفئون على أنفسهم يقرؤون، منهمكون بنسج مطرزات شرقية، يتعانقون أمام الشمس ويعلنون عشقهم وولاءهم للأرض، والطبيعة، مضيفاً أن الفنانة تتعامل مع الفن وكأنه سلوك حياتي، وعلاج وقائي، تبتعد من خلاله عن أمراض الدنيا وهمومها.. هو صومعة تنتشل فيها كل ما تفقدها إياه الحياة، وتكسب به ما تسلبها إياه الأيام، منوها إلى أن هناك مساحة مهمة من الغموض والإبهام، سر صغير تلقيه في زوايا اللوحة تترك إمكانية رصده وقراءته للمتلقي أمام كل مساحة لونية واضحة ومشعة. وعن تسمية المعرض "رياض الروح" يذكر القادري أنه يشيع بالصفاء وسكينة ويتساءل: "وهل هناك أجمل من اللون ليكون روضة؟"، مضيفاً أنها أعمال تميل إلى التبسيط والاختزال، وعلى الرغم من مقدار الفرح الكبير الذي تبثه ألوانها لا يمكن الوقوف أمام ذاك النفس الدرامي الذي تبرزه العجينة اللونية وحركات الخطوط والألوان على سطح العمل، ولعل هذا التقابل بين الحالات العاطفية هو أكثر ما يعطي للوحات هذه الخصوصية والفرادة. وتعد الفنانة فاطمة الحاج إحدى فنانات لبنان الرائدات، وقد أقامت العديد من المعارض الشخصية في لبنان، والكويت، وسورية، وباريس، وجونيه، والشارقة، بالإضافة إلى العديد من المشاركات الجماعية في عدد من الدول العربية والعالمية، وحصلت على العديد من الجوائز في كل من لبنان، وسورية، وإسبانيا، والإمارات العربية المتحدة.