تعتبر الجمهورية العربية السورية، إحدى الوجهات السياحية المفضلة لدى عدد كبير من السعوديين، الذين يزورونها سنويا بالآلاف، كما يرتبط عدد آخر منهم بصلات عائلية مع عائلات سورية، ارتبطت بناتها بأزواج من المملكة. من هنا تأتي أهمية الوقوف على وضع العلاقة التي تربط الرياضبدمشق، والدور الذي تقوم به سفارة المملكة ب"عاصمة الأمويين". "الوطن" التقت السفير السعودي في دمشق، الأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز العيفان، الذي أكد متانة العلاقة بين البلدين، وشرح لنا ما تقوم به السفارة من أدوار في حل أي مشكلة يتعرض لها المواطنون أثناء تواجدهم في سورية، نافيا أن يكون السعوديون مستهدفين، ومؤكدا سعي السفارة مع السلطات السورية، على استعادة أي ممتلكات تسرق من السياح القادمين أو المواطنين المقيمين، كاشفا عن وجود 15 سعوديا في السجون السورية تترواح أحكامهم بين 5 و15 سنة، في قضايا تتعلق ب"المخدرات"، و"الشروع في القتل"، وهنا نص الحوار: بداية، يوجد لدى الكثير من المواطنين انطباع بوجود فجوة بين السفارة ورعاياها، لعدم قيام السفارة بدورها تجاههم! في الواقع، هنالك سوء فهم لحقيقة الدور الذي تقوم به السفارة. وابتعاد المواطنين عن السفارات بشكل عام، هو نتيجة مفهوم خاطئ عن مدى إيجابية الدور الذي تقوم به السفارة. فربما هناك بعض الأشخاص الذين يبنون أفكارهم على معلومات غير صحيحة، أو على استنتاجات خاطئة من قبل البعض الآخر، وبالتالي يبتعدون عن السفارات. لقد عملت وزارة الخارجية ككل، وكذلك السفارات، على ردم هذه الفجوة، وخلق خطوط تواصل بين المواطنين والسفارات، وتقديم خدماتها على مدار ال24 ساعة، وأنا أستقبل المواطنين في مكتبي يومياً، من الساعة 1 ظهراً وحتى 3 عصراً. والشيء الإيجابي أننا بدأنا نلحظ بأن هذه الفجوة بدأت تضيق. استهداف السعوديين هناك من يرى أن المواطن السعودي أصبح مستهدفا، حيث نسمع عن الاختطاف، وأحيانا الاعتقال، وبعض المرات القتل! المواطن السعودي ليس بمستهدف، خصوصاً في ظل العلاقات المتينة والحميمة القوية التي تربط البلدين الشقيقين، وفي ظل الاهتمام المتواصل من قبل خادم الحرمين الشريفين، والرئيس السوري السيد بشار الأسد. نعم، تعرض بعض المواطنين السعوديين لبعض القضايا التي لا تتجاوز 20 حادثة، وهذه جملة حوادث ليست بالكبيرة، إذا ما قارناها بعدد السياح السعوديين، الذين شارفوا على نصف مليون العام الماضي فقط، والذين يتجاوزون عدد سياح الخليج بأكمله. توقيف المجرمين نقرأ عن القضايا التي تعرض لها بعض المواطنين، ولكن نادرا ما نقرأ عن إلقاء القبض على مرتكبيها، أو استعادة المسروقات. كيف تفسر ذلك؟ لا شك أن هناك تواصلا كبيرا بيننا وبين السلطات السورية، وهناك سعي كبير وجاد من الجهات المختصة، للقبض على مرتكبي هذه الجرائم، وتقديمهم للعدالة. ولكن هناك حقائق يجب أخذها بعين الإعتبار، إن ما يهم المواطن بالدرجة الأولى، هو استعادة ما تم سلبه منه، والتي غالباً لا يتم العثور عليها، لأنه قد يكون تم تهريبها لخارج سورية. ومثار اهتمامنا ومتابعتنا مع الأشقاء السوريين، هو استعادة المسروقات، وهذا شيء نعمل على تحقيقه، وهو لا يتحقق في كل الحالات. ولعل (من) آخر ما تمت استعادته، سيارة تمت سرقتها من أحد المواطنين. ما معدل ما تتلقاه السفارة من بلاغات، وفيم تتمحور؟ لدينا قسم شؤون المواطنين السعوديين، الذي يضم 15 موظفاً، يعملون بجد واجتهاد لخدمة المواطنين، وتلقي البلاغات. وتتلقى السفارة بمعدل 30 بلاغاً يومياً، بمختلف الهموم والاحتياجات للمواطنين. السجناء السعوديون ما عدد السجناء السعوديين لدى السلطات السورية، وما الدور الذي تقوم به السفارة تجاههم؟ عدد السجناء السعوديين في كافة السجون السورية، 15 سجيناً فقط، تتراوح أحكامهم مابين 5 سنوات إلى 15 سنة، وأبرز قضاياهم تتعلق بالمخدرات، والشروع في القتل. أما الدور الذي تقوم به السفارة تجاههم، فإنه يتمحور في قيامنا بزيارة ثابتة مقررة، مرة في كل شهر، للاطمئنان عليهم وتقديم المخصصات المالية الشهرية لهم، المقررة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، إلى جانب الكسوات الشتوية والصيفية، وتزويدهم بما يحتاجون إليه من بطانيات وسجادات الصلاة وتمور. هذا عدا الزيارات المتفرقة. بانتظار التذاكر! أثير مؤخراً عبر بعض الوسائل الإعلامية، على لسان أحد الموقوفين المطلق سراحهم، حديثه عن وجود عدد من السعوديين الموقوفين في دائرة الهجرة والترحيل السورية منذ عدة أشهر، ينتظرون أن تصدر لهم السفارة تذاكر لترحيلهم لبلادهم. ما تعليقكم على ذلك؟ هذا الكلام غير صحيح، ونحن لم نكن نرغب في الحديث عن قضاياهم، فهم موقوفون على ذمة قضية إضعاف الثقة باقتصاد البلاد، عبر استخدام بطاقة ائتمان مزورة، وليسوا جميعهم سعوديين، فأحدهم أردني. وأثناء تحويلهم للهجرة والجوازات، قام مندوب السفارة بزيارتهم، وتم إخلاء سبيلهم بعد 5 أيام فقط، بكفالة مالية قدرها 1000 ليرة، لحين عرضهم على القضاء، وصدور حكم بحقهم، ولم يصدر بحقهم أي ترحيل. وفي حال صدر، فالمتبع لدينا أن نحجز لهم في نفس اليوم، وعلى أول رحلة. كما أردنا أن يقوم محامي السفارة بالترافع عنهم، إلا أنهم رفضوا، وأكدوا أنهم ليسوا بحاجة، ويرغبون توكيل محام بطريقتهم الخاصة. وما أود أن أضيفه، أن هناك تشويها من بعض وسائل الإعلام، لما تقوم به السفارة، وهذا عائد لضعف المهنية لدى بعض المراسلين، أو لاعتمادهم على معلومات خاطئة وغير دقيقة. العلاقات الثنائية شهدت الفترة الأخيرة عددا من اللقاءات بين الجانبين السعودي والسوري. ما أبرز ما تمت مناقشته، وما الذي تحقق من نتائج على أرض الواقع؟ لا شك أن هناك تواصلا مستمرا على مختلف المستويات، وهذا التواصل أثمر إيجاباً في تطوير العلاقات وتعزيزها في كافة المجالات، وهناك رغبة جادة لدى كافة المسؤولين السوريين، وبتوجيهات واضحة وصريحة من السيد الرئيس بشار الأسد. كما أن هنالك نقلة كبيرة في مستوى المعاملة في المراكز الحدودية، والعمل الجاد والدؤوب من قبل الأجهزة الأمنية تجاه المواطنين السعوديين، خلال تواجدهم وتنقلهم في سورية، وزيادة التواجد الأمني في الأماكن التي يتواجد في أغلبيتها سياح سعوديون، والوصول إلى بعض المتسببين في بعض الأحداث ومعاقبتهم، وإعادة بعض المسروقات. عدد السياح ماعدد السياح السعوديين، الذين دخلوا سورية العام الماضي؟ حسب الإحصائيات، فإن عدد المواطنين السعوديين الذين قدموا إلى سورية العام الماضي هو 466 ألف سائح، ولكن للأسف فإن من قام بتسجيل بيانته لدى السفارة، هم فقط 2250 شخصا!. الزواج المختلط ماعدد طلبات زواج السعوديين، التي تتم عن طريق السفارة سنوياً؟ هناك أعداد كبيرة من طلبات الزواج، وما تم تنفيذه العام الماضي 700 طلب، وهذا المعدل التقريبي في كل عام. ما الهاجس الذي تشكله لديكم الزيجات غير النظامية، التي يقوم بها بعض المواطنين السعوديين من سوريات؟ بالفعل هذه الزيجات تشكل هاجسا لدينا، وما يترتب عليها من مشاكل مثل الحالات الصحية، التي لا يؤخذ فيها بالاعتبار كما هو الحال في الزواجات النظامية، ناهيك عما يحدث من نتائج مثل عدم التكافؤ، وما يمكن أن ينتج عنها، والتي قد تؤدي إلى فشل الزواج، والنتائج السلبية لاحقاً على الأطفال. أما بالنسبة للأبناء من هذه الزيجات، فإننا وبعد التأكد من قانونية هذا الزواج، يتم منحهم وثيقة تخولهم السفر إلى المملكة، وتسجيلهم لدى السفارة كمواطنين سعوديين. المواطنون المقيمون كم يبلغ عدد المواطنين السعوديين، المقيمين في سورية؟ في الواقع عدد المواطنين المقيمين في سورية في حدود 7000 مواطن، منهم من يقيم للأواصر والقربى، ومنهم من يقيم للتجارة، ومنهم من يقيم للدراسة. الطلاب هناك طلاب سعوديون يدرسون في سورية، ومنهم من يدرس على حسابه الخاص. ألا تسعى السفارة من أجل ضمهم لبرنامج الابتعاث؟ عدد الطلاب الذين يدسون في سورية 153 طالبا، منهم 55 طالبا مبتعثا، و98 طالبا يدرسون على حسابهم الخاص، ونحن على تواصل مع الملحق الثقافي لإلحاقهم بالبعثة. أما عن اللقاءات التي تجمعنا بهم، فلدينا لقاءان دوريان كل سنة. وهناك تجهيز الآن لناد لهم داخل الملحقية، يضم مكتبة وصالة إنترنت، وبعض الألعاب الخفيفة. الاستثمارات التجارية كيف ترون مستقبل الاستثمارات السعودية في سورية؟ هناك تحول نوعي في بيئة الاستثمارفي سورية، وسعي دؤوب من قبل الأجهزة المعنية لتحسين بيئة الاستثمار، لتقديم كل الإمكانيات والتسهيلات بشكل عام، وهناك عناية واهتمام بشكل خاص للمستثمر السعودي. وسبق للرئيس الأسد أن خص رجال الأعمال السعوديين، وكان عددهم 40 شخصا بلقاء، ووعدهم بتذليل كل الصعوبات التي يواجهونها، وتقديم العناية والدعم لهم. أما عن أبرز مجالات الاستثمارات، فهي في المجالات العقارية، والصناعية، والزراعية، والمواد الغذائية.