حقيقةََ من الأشياء التي تعوق عامل التقدم والحداثة في مجتمعنا العربي، والتي تعوق أيضاََ تقبلنا للآخر، ليست عوامل داخلية أو خارجية، بل عامل بشري خطير جداََ، سببه بعض الأشخاص المتشددين في الدين، غير القادرين على التغيير، ولا يمكن أن يقتنعوا بالتغيير والانفتاح على الآخر، مهما كانت الأدلة العقلية أمامهم قوية ومقنعة، حتى لو حاولت بجميع ما تملك من منطق، وجندت وجمعت كل كتبك وأبحاثك ومراجعك، وحولتها إلى طاقة عقلية ذرية، وفجرتها في أبهر أساليب المنطق والإقناع، ستبقى عاجزاََ عن الإقناع، هذا لا يعني أن الحجة ضعيفة، بل لأنها قوية جداََ، وهذا ما يثير حقدهم وخوفهم، لأنها ليست ضمن أولوياتهم التي رسموها لحياتهم ليقتنعوا بشيء جديد، يعني.. تجد إنسانا لا يرى ولا يسمع إلا نفسه، هذه النوعية من البشر وجودها إعاقة لدورة حياة المجتمع، الحداثة والانفتاحية لا تأتيان بالعنف، ولكن بالتفاعل المستمر مع العلم والفن بأنواعه، وتأثيث بيت العقل بأثاث جديد، من الفكر الحديث والمعاصر، وأيضاََ مواكبة التقدم المجتمعي، في تقبل الآخر أياََ كان، والعيش في الحياة العصرية والمستقبلية بسلام، ودام عزك يا وطن.