من أخطر أنواع الغزو الإخضاع للفكر، ذلك بتمرير مصطلحات على أنها حق لا يقبل الجدال، هذا ما تسعى دول الغرب إلى اتهام المملكة العربية السعودية به، حيث صدرت في الأيام الأخيرة بالصحف والتصريحات الغربية بعد تدهور العلاقات بين المملكة وكندا، أن هناك قيودا على حرية الرأي والتعبير داخل المملكة، ونسوا أن أبرز ما في منظومة قيم الحضارة الإسلامية الاعتراف بالآخر، والتعايش معه، وعدم إقصائه أو إلغائه، وإعطائه الحق في التعبير عن الرأي، تلك هي تعاليم ديننا الإسلامي الذي يجهله الغرب، وتقوم عليه أنظمة المملكة وقوانينها. إن التباين في الفكرة، والتباعد في وجهات النظر، أمر طبيعي في الآراء المختلفة، واحترام الآخر وعدم المساس بمشاعره أمر مهم في تقبله للرأي، ولذا يشترط في الرأي ألا يحتوي على سب الخصم وتسفيه معتقداته ومقدساته، كذلك وبهذا تكفل الأنظمة السعودية حرية الرأي والتعبير دون أي قيد كان، فالمواطن السعودي -أو حتى المقيم بها- له الحرية الكاملة بإبداء رأيه ما لم يقذف حرمات أو يتطاول على أحد، فإن كان حقاً يوجد تكميم للأفواه وديكتاتورية كما يقول الغرب فهناك بعيداً ستجده بصحائفكم المكممة للأفواه، والمحزن أنه لا زال الإعلام الكندي يتبع مسلسل التجريح المهزوم، يمارس الكذب والنفاق، ذلك الإعلام الخالي من المصداقية والأخلاقية، إعلام ماجن حاقد مباع فأي رسالة أنتم تقومون بها؟ أهي رسالة التضليل أم رسالة هدفها الكلمة النقية الخالية من الاتهام بالباطل ورمي التهم الكاذبة. وإنه من السذاجة بطبيعة الحال أن نصدق أن الغرب أو السياسيين الغربيين مهتمون بتبادل وجهات النظر، ولكن التحريض على العنف محظور في بلادهم ولا يحمي الدستور حرية التعبير حيثما يثبت أنها تخلق تهديداً وشيكاً بالعنف. إنني أريد أن أوضح للعالم بأسره أن حرية التعبير بالمملكة العربية السعودية قد تم ضمانها بمنهج التعليم لأنه يدخل ضمن إطار الحياة الاجتماعية، ورغبة بالحكومة السعودية الرشيدة في زرع الفهم الصحيح له في أذهان الأجيال، لنبني جيلاً في المستقبل يتمتع بهذه الصفة وهي (حرية التعبير والرأي)، ولكن ضمن الضوابط الشرعية والثقافية التي تمثل حضارتنا. لقد كفلت المملكة العربية السعودية بأنظمتها توفير الحماية القانونية للصحفيين ومؤسسات الإعلام بما يضمن كامل الحرية وإبداء الرأي، كما أن نمو حرية التعبير وقيام الصحافة بدورها الحقيقي كسلطة رابعة يعني ازدهار الديمقراطية والتعددية وتطور المجتمع المدني. كما أن الصحافة، بالنسبة للسياسة والحكم بالمملكة العربية السعودية، هي عبارة عن مرآة مزدوجة تعكس نوع ومستوى الأداء السياسي والحكومي على المواطن لترى هذه الأخيرة مستوى الرضا لدى شعبها. حفظ الله المملكة وشعبها.